لقاء النصر والشباب الودي مساء غدا الأحد على ملعب الأمير عبد الرحمن بن سعود بنادي النصر لايمكن إدراجه ضمن اللقاءات الاستعدادية العابرة للفريقين قبيل انطلاقة دوري جميل يوم الأربعاء21 أغسطس الجاري. واللقاء يصنف من الوزن الثقيل كون طرفاه ناديين كبيرين بوزنهما الفني، ويجوز القول إن الشباب فرض نفسه بقوة ضمن معادلة القوة الكروية في الرياض بعد كانت محصورة فيما مضى من أزمان بين قطبي العاصمة الجماهيريين النصر والهلال. وبات الشباب الذي حافظ على تميزه لأكثر من عقد الضلع الثالث في مثلث القوة لأندية العاصمة فيما تفتقد المدن الأخرى خاصية التنافس الثلاثي المثير في مدينة واحدة. ولقاء الليلة وإن كان وديا إلا أن نتيجته ستدرج في سجلات التاريخ بين الفريقين العريقين بل ويعد لقاءً هاما لكلا الفريقين، وقد أعد كل منهما العدة له كبروفة متقدمة لمواجهة استحقاقات موسم طويل محلي للنصر ومحلي وآسيوي للشباب يتطلب الاستعداد والقوة. وقد أحسن الفريقان الاتفاق على لقاء ودي بهذا الوزن الفني الثقيل قبيل بدء موسم جمع الدرجات لفحص مفاصلهما في اختبار حقيقي لن يكون محطة تجارب وربما يركز كل مدرب على التشكيلة الرئيسية لفريقه وتهيئتهم لمناخ اللقاءات الرسمية لتوفر عوامل الإثارة والتنافس بين الفريقين. ويجمع الفريقان ظروف فنية متقاربة على المستوى الفني، فالمدربان الشبابي البلجيكي برودوم يمضي عامه الرابع والنصراوي الأورجواني كارينيو عامه الثاني وهما على دراية بفريقيهما ومنافسيهما وليسا جديدين على الساحة الكروية السعودية. وإن كان هناك من عناصرمحلية وأجنبية جديدة من اللاعبين دخلوا الخارطة الفنية للفريقين فخبرة المدربين كفيلة بصهر الجديد مع القديم دون عناء، وهذا يعني أن لقاء النصروالشباب هو بمثابة اختبار النضج الفني وفحص قوي لدرجة استعداد الفريقين. يبقى القول إن الفريقين العائدين من أبوظبي بعد خوض لقاءات استعدادية هناك وإن كانت للشباب سلبية بحلوله ثالثا في دورة الوحدة الودية وللنصر إيجابية بتحقيقه بطولة دورة بني ياس إلا أن الأهم في مثل هذه الدورات الودية هوالعائد الفني مع أهمية المعنوي. وانكسار الشباب في دورة ودية لا يعني شرخا فنيا يهدد مسيرته بقدرما هو تجربة فنية بانت سلبيتها القابلة للتصحيح، والشباب صحح وعالج تعثره في دورة الوحدة بتغلبه في لقاء ودي على الفيصلي العنيد عادة أمام الكبار برباعية. ومن هنا يمكن القول إن جماهير الفريقين على موعد مع لقاء كبير سيؤشر إلى جاهزية الفريقين لخوض اللقاءات الجدية المقبلة خاصة الشباب الذي يستعد للسفر إلى كوريا للاستعداد للقاء الذهاب مع كاشيو الياباني يوم الأربعاء 21 من أغسطس الجاري. وهو لقاء عسيرمع فريق ياباني في كامل جاهزيته الفنية والدوري الياباني لازال في الخدمة، وفوز الشباب يعني أنه دنا كثيرا من دور الأربعة على اعتبار أن الإياب في الرياض. والجماهير النصراوية التي أظهرت الرضا عن فريقها تأمل في تمكن الثنائي البرازيلي التون وايفرتون والثنائي السعودي إبراهيم غالب وأيمن فتيني من المشاركه للاطمئنان على قدرتهما الفنية في دعم الفريق وهي التي لم تختبر بعد لتعرضهما للإصابة خلال معسكرات الإعداد وغيابهما عن لقاءات الفريق الأخيرة. وتبقى إشارة أن لقاء الشباب والهلال الودي الذي انتهى شبابيا قبل أسابيع ومر هادئا في الإعلام، والليلة لقاء النصر والشباب يعد من الظواهر القليلة والحميدة في الكرة السعودية في لقاء المتنافسين من مدينة واحدة وديا لتخفيف الاحتقان في الوسط الرياضي. ولقاءات أندية ساخنة تنافسيا إعلاميا وجماهيريا وإداريا أيضا مع بعضها في لقاءات ودية استعدادية وسط مناخ ودي كفيل بحلحلة الكثير من السلبيات متى ما أدرك كل طرف بما فيهم اللاعبون مسؤوليتهم في تقديم مايرضي وتتطلع إليه الجماهير فنا وسلوكا.