دخول قطار الرياض وحافلات النقل العام الخدمة في العاصمة خلال الأربع سنوات المقبلة سيطال آثارها الإيجابي كافة مفاصل الرياض المرورية والاقتصادية، وستتحول محطاته والمناطق القريبة منها إلى مناطق جذب اقتصادي للمستثمرين والمعلنين، كما أن مشروعاً بهذا الحجم سيخلق الكثير من فرص العمل الوظيفية خلال تنفيذه وبعد دخوله الخدمة. وقد تخدم محطاته القريبة من ملاعب الكرة الرئيسية الجماهير الرياضية وقد تكون محفزا لهم للذهاب إلى الملاعب وفي ذلك إضافة جيدة للرياضيين لاستخدام وسيلة نقل آمنة بعيدا عن الضوضاء وزحام السيارات. وربما توفر خدمة مكملة تخدم الجماهير بالنقل بالباصات إلى الملاعب سواء من المحطات القطارية القريبة من الملاعب أو عبر باصات تنقل الجماهير مباشرة إلى الملاعب من محطاتها المنتشرة في أحياء المدينة. الرياض على موعد مع الفرج القريب بعد انتظار طويل وبعد أن بلغت حد الاختناق المروري الكثيف على موعد بات حقيقة وليس بعيدا مع الفرج المفرح لكل سكانها بانسياب الحركة المرورية بشكل غير مسبوق بدخول خدمة آمنة ومضمونة قادرة على امتصاص كثافة الحركة. وسكان الرياض يعلمون علم اليقين أن قطار الأنفاق تحديدا هو الحل الوحيد لتخفيف متاعبهم ونظافة بيئتهم وباتوا يعدون الأيام في انتظار اللحظة التاريخية القادمة التي تنضم فيها الرياض إلى مدن عالمية كبرى تستخدم هذه الوسيلة من عقود طويلة. وسيساهم القطار مع وسائل النقل العام الأخرى في الحد من خطر وازدحام السيارات وسيساهم أيضا في سلامة صحة البيئة بخفض التلوث البيئي والضوضائي الذي يخيم على مدينة الرياض المزدحمة سكانيا ومروريا. والأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض خلال رعايته مساء أول أمس الأحد حفل إطلاق مشروع قطار الرياض أعطى صورة واضحة عن المشروع ووصف دخوله للخدمة بعد إتمام المشروع بأنه سيغير من صورة العاصمة وسينعم بخدماته سكان المدينة وزائروها في القريب العاجل. والمشروع بحسب الأمير خالد يعد الأكبر من نوعه من حيث حجمه ومكوناته وتقنياته وتكامله مقارنة مع شبكات النقل الأخرى وروعي عند تحديد مساره مواقع تركز الكثافة السكانية ومناطق الجذب المروري والمرافق الحكومية والأنشطة. يبقى القول إن امتداد خدمة القطارات ووسائل النقل العام للمدن السعودية وبينها مطلب حيوي وخدمة شاملة للبلاد من هذا النوع ستعزز من الحركة السياحية والاقتصادية، كما ستساهم في تخفيض أعداد السائقين لدى الأسر السعودية وسيحفز السعوديين لاستخدامه في تنقلاتهم داخل وبين المدن لتوفير الوقت والجهد وكذلك في عدد السيارات التي يملكها أجانب لتوفر البديل الجيد للتنقل. كما أن توفر شبكة متكاملة حول البلاد تغطي وتربط المدن ستساهم في تخفيف الضغط على المطارات والطرق السريعة التي تعاني من ضغط الحركة خاصة سيارات النقل الثقيلة لما تسببه من تدهور سريع للطرق نتيجة عدم التزامها بالمعايير الوزنية. وتبقى إشارة كما جاء في عرض المشروع الجبار أن مشروع قطار الرياض سيستخدم أحدث التقنيات كنظام تشغيل القطار أوتوماتيكياً بدون سائق مع التحكم بالتشغيل من غرف تحكم مركزية، كما يتكون من ستة محاور رئيسية بطول إجمالي يبلغ 176 كيلومتراً و85 محطة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى لكل خطوط قطار الرياض 200 ألف راكب في الساعة، فيما تتكامل مع مشروع قطار الرياض شبكة حافلات تضم 24 مساراً بطول إجمالي 1083 كلم شاملة 776 محطة.