إدارة النصر في السنوات الماضية هي أشبه بمن يدفع الرسوم لاستحقاقات عمل كقيامها بإجراء التعاقدات مع مدربين ولاعبين أجانب ومحليين لكنها لاتكمل المشوار كما بدأت بالالتزام بما يترتب على هذه التعاقدات من أمور مالية في أوقاتها وتنكشف مبكرا وتبدأ المعاناة الموسمية للجهاز الفني في التأخر في صرف رواتبهم واستحقاقاتهم. وهذا يعني أن الإدارة لاتفي بكامل متطلبات النجاح التي تحقق الهدف من هذه التعاقدات ولاتحصل في النهاية على شهادة النجاح التي دفعت من أجلها رسوما غالية، والرسوب في العمل يتكرر في كل موسم وبالأدوات نفسها دون أن يكون هناك وقفة لتصحيح المسار الإداري بضبط وتقنين العمل المالي لمواجهة كل الاستحقاقات. ولا أعلم في الموسم الجديد عن الوضع الذي سيكون عليه العمل الإداري وخاصة في جانبه المالي وعما إذا كان سيطرأ شيء إيجابي جيد يعالج سلبيات المواسم السابقة التي كانت سببا مباشرا في الدوامة الفنية التي تصيب الفريق بالتعثر وتفقده الكثير من النقاط وتبقيه في كل موسم خارج المنافسة. صحيح الجهود الإدارية قائمة لكنها تفتقد إلى العمل المنظم المدروس الذي يؤدي إلى إحداث نقلة فنية ونوعية ومعنوية للفريق وأي اجتهاد كما حدث في المواسم الماضية قابل للتبخر فلا نصر إلا بـ(سلطان). وسلطان هنا هو سلطان العلم وأي عمل مؤسس على غير علم فني وإداري ومالي ما هو إلا ضرب من ضروب الاجتهاد الأعمى الذي يقود إلى الفشل وضياع الجهد والمال وهو ماحدث في النصر في المواسم الماضية رغم التسليم بوجود تحسن في الأداء. وإدارة النصر وهي في فترة ولايتها الأخيرة ولم يتبق لها إلا عدة أشهر لعلها ولو متأخرة أدركت سلبياتها المتكررة وعواقب سوء أدائها المالي وانعكاساته السلبية على الجهاز الفني من لاعبين ومدربين. ومن تابع فريق النصر الأول في كرة القدم الموسم الماضي وهو يقدم أداءً مميزا في النصف الثاني من الدوري يدرك أنه فريق متكامل بلاعبيه ومدربه، وما الدوامة التي تعصف بالفريق بكثرة التعادلات وفقدان النقاط أمام فرق دون المستوى ما هو إلا بسبب الدوامة النفسية الجاثمة على اللاعبين نتيجة التأخر في صرف حقوقهم. وتنبه الإدارة في الموسم الجديد وإيمانها القوي بأهمية الجانب المعنوي للاعبين كفيل بتماسك الفريق وانضباطه الفني متى ما شعر اللاعبون وجهازهم الفني أن نشاطهم يقابل باهتمام إداري يتمثل في صرف رواتبهم وحقوقهم في وقتها. يبقى القول إن صحوة إدارية في هذا الاتجاه هو خير دعم معنوي للاعبين للتركيزعلى وظيفتهم الرئيسية كلاعبين محترفين ببذل كل ما في وسعهم نحو عطاء مميز في بيئة مميزة يؤتي بنتائج مميزة. وعمل إداري لافت ومختلف عن ما مضى مدعوما بنتائج جيدة على أرض الملعب في الفترة المتبقية من رئاسة الأمير فيصل بن تركي والتي ستنتهي أواخر يناير المقبل كفيل بتمديد فترة رئاسته إلى نهاية الموسم وتأجيل الانتخابات إلى نهاية الموسم وهي الفرصة الأخيرة لإدارة فيصل لتحقيق إنجاز لها بالفوز بأي من البطولات الثلاث. وإن تحقق ذلك مع عمل جاد خلال الشهور المقبلة في معالجة وضع الديون فقد هيأ الأمير فيصل نفسه أوراقا رابحة للفوزومساحة جيدة من القبول الجماهيري لترشحه لولاية ثانية بعودة الفريق في عهده الرئاسي للبطولات وإغلاق ملف الديون المزعج والمعطل لأي انطلاقة صلبة للفريق.