ليس على لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم أن تفكر كثيرا لتخترع شيئا جديدا في موضوع المسابقات الكروية، فلديها قائمتان من الأندية المحترفة تبلغ الثلاثين فريقاً مقسمة بين 14 فريقا ممتازا و16 من الدرجة الأولى. ولجنة المسابقات تعلم أن نشاط الفرق السعودية الممتازة تحديدا ليس محلياً فقط فهناك نشاطات آسيوية وخليجية وعربية، بالإضافة إلى ارتباطات المنتخبات وخاصة الأول فيما يتعلق بمشاركاته القارية والإقليمية ولقاءاته الودية في أيام (فيفا). من هنا فإن التفكير جدياً في تقنين المسابقات أمر يفرضه التنظيم المبرمج لمواجهة جميع الاستحقاقات والتخلص من المتاعب المزمنة من كثرة التأجيلات وضغط اللقاءات وطول مدة الموسم الكروي السعودي الذي يوصف بالأطول في العالم. ولا يمكن الوصول إلى برمجة دقيقة في ظل وجود ثلاث مسابقات هامة في الموسم الكروي وهي الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد وقد يكون الإجراء المتاح بإعادة انتشار المسابقات الكروية على نحو يضمن للمنظمين الوقت والدقة في التنفيذ وللأندية تخفيف أعباء ضغط الموسم الكروي. ولعل من المتاح والمناسب قصر مشاركة الأندية الممتازة في دوري عبد اللطيف جميل في المسابقات الأخرى على كأس الملك للأبطال وبنظامها الحالي كسباً للوقت ولإبقاء الإثارة والتنافس قائما على المراكز الثمانية الأولى. وترحل مسابقة كأس ولي العهد إلى أندية الدرجة الأولى المحترفة لضمان تسخين المنافسة في هذه الدرجة وقد باتت ضمن قائمة الاهتمام في المشهد الرياضي السعودي بعد أن دخلت مرحلة الرعاية المالية ولم تعد مسابقة أندية الظلام البعيدة عن الأضواء. وإجراء مثل ذلك سيخفف الضغط على لجنة المسابقات في إصدار روزنامة أكثر دقة من قبل، كما أن مثل هذا الإجراء سيخفف ضغط اللقاءات على الفرق الممتازة التي تعاني من جراء المشاركة في ثلاث مسابقات محلية ونشاطات أخرى خارج الحدود. كما أن مثل هذا الإجراء سيحرك قوة المنافسة في دوري ركاء للتنافس على الفوز بكأس ذهبية ثمينة بعد أن كانت خارج حسابات الذهب طيلة العقود الماضية كونها أضعف من أن تنافس فرق الصف الأول للفوز بمثل هذه البطولة الهامة. وكلام رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور خالد المقرن لـ (الشرق الوسط) يوم الإثنين الماضي من أن هناك فكرة لتغيير النظام المعمول به في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بحيث تمنح الفرصة لمشاركة جميع الأندية السعودية وقصر مشاركة الأندية المحترفة الـ30 (ممتازة وأولى) على مسابقة كأس ولي العهد وهو كلام لا يخدم جدولة الموسم المنشودة. يبقى القول إن ضبط جدولة الموسم وبلوغ مستوى إصدار روزنامة للموسم الكروي السعودي التي تغطي ثلاثة مواسم مقبلة أو أكثر لن يكون في حكم المتاح إذا بقي الوضع على حاله دون تقنين والنشاطات الماضية بسلبياتها تشرح ذلك. ففي غالبية الدول الكروية المتقدمة لا يوجد سوى مسابقتين رئيسيتين ولقاء فاصل بين بطل الدوري والكأس يسمى السوبر وتشارك فرق هذه الدول في النشاطات القارية بارتياح دون أن نسمع أو نقرأ تغييرات على جداولها في الدوري لمواجهة استحقاقات مختلفة ولا طلبات من فرقها بتأجيل لقاءاتها خلال الموسم. وهذا يعني أن لجنة المسابقات مطالبة بالتفكير في إعادة انتشار المسابقات بالشكل الذي يلبي الغرض التنظيمي المتقن المريح لكامل منظومة العمل الرياضي الفنية والإدارية والتسويقية والاستثمارية أيضا. وتبقى إشارة إلى أن هناك جانباً مهماً ومهماً جدا في الجدولة وهو توقيت المباريات ـ إذا افترضنا أن بيئة الملاعب ستتحسن الموسم المقبل ـ بحيث تكون خلال أيام العطل الأسبوعية وفي ذلك منافع كثيرة للجماهير وللمعلنين الذين أيضا يهمهم التوقيت في الإعلان عن منتجاتهم. وهناك أمر يجب أخذه في الاعتبار في جدولة الدوري في اللقاءات بين الأندية الكبيرة لضمان حضور عدد كبير من المشجعين وللحيلولة دون أن تلعب أندية كبيرة في وقت واحد، وكل ذلك مهم لاعتبارات جماهيرية وتسويقية.