في أوروبا وهي التي ينظر لتنظيماتها ومسابقاتها الكروية على أنها ناضجة إداريا وفنيا لا وجود لأبطال الكؤوس في مسابقة أبطال الدوري فلهم مسابقتهم الخاصة، بمعنى أنها مسابقات منظمة لا تداخل ولا خلط بين مسمياتها. لكن على مستوى القارة الآسيوية الأكبر في العالم الخلط الآسيوي في المسابقات قائم ومنذ فترة بمشاركة بطل الكأس في مسابقة دوري أبطال آسيا دون ظهور اتجاه تنظيمي لإعادة رسم مسابقة أبطال الدوري في آسيا وتقنينها على أبطال الدوري فقط. ومعلوم أن مسابقة أبطال الدوري الأهم والأكبر في القارة على مستوى الأندية يشارك فيها أندية التصنيف الأول في القارة وهي الكاسية مالياً لنشاطات الاتحاد وتحظى بالتغطية الإعلامية الواسعة والرعاية المالية من الشركات المستثمرة في الجانب الرياضي. وإقحام بطل الكأس كمتأهل رئيسي في المسابقة أمر لا يستقيم وتصنيف البطولات خاصة وأن الاتحاد الآسيوي ينظم مسابقة لأبطال الكؤوس هي الثانية من حيث الأهمية في ميزان مسابقاته وأهميتها كما هو ملاحظ فقط في الترتيب وليس في القيمة الفنية والتسويقية والجماهيرية للفرق المشاركه فيها ويعكس ذلك الاهتمام الإعلامي المتواضع والخليط المتباين فنياً من الفرق المشاركة. وهذا يعني أن مسابقة أبطال الكؤوس في حاجة إلى التعزيز والتعزيز لن يأتي إلا بمشاركة أبطال الكؤوس في الصف الأول الآسيوي تصنيفاً لإعطاء مثل هذه المسابقة شيئا من الدعم الفني والوهج الإعلامي والاهتمام الجماهيري. ومن هنا فإن إعادة النظر في مشاركة بطل الكأس مع أبطال الدوري أمر تفرضه الهيكلة التنظيمية للمسابقات كونها فرقاً تأهلت عبر نشاط مختلف وتتنافس مع أندية تأهلت للمنافسة القارية عبر البوابة الطبيعية من خلال بطولة الدوري في بلادها وليس بالقفز من مسابقة أخرى كما هو الحال حاليا لبطل الكأس. يبقى القول إنه من المتاح عملياً وبدون عملية إرباك تنظيمية ولاعتبارات تنظيمية وتصنيفية أكثر دقة لمسابقة أبطال الدوري وفي حكم الأمر السهل تطبيقه اعتبارا من الموسم الآسيوي المقبل باللجوء إلى فرض قصر المسابقة على فرق الدوري فقط وعدم إقحام بطل الكأس في مسابقة أبطال الدوري. وقصر مشاركة أبطال الكؤوس الذين يخطفون بطولات النفس القصير في المسابقة المطابقة لنوع البطولة التي حصلوا عليها لا بتصعيدهم إلى مسابقة أكبر مع أبطال الدوري ومساواتهم بأبطال المسافات الطويلة التي هي طابع مسابقات الدوري في كل بلد والتي تفرز الأوائل الأقوى والأكثر جاذبية جماهيرية وتسويقية. وهذا يعني أن المقاعد الآسيوية المخصصة سواء مقعدين أو أكثر لكل دولة مشاركة في بطولة أبطال الدوري تبقى لفرق الدوري الأوائل في بلدها وترحيل حملة الكؤوس لمسابقة أبطال الكؤوس المطابقة تصنيفياً لمسمى البطولة الحاصلين عليها. وتبقى إشارة إلى أن بقاء بطل الكأس ضمن المتأهلين لمسابقة أبطال الدوري من دول التصنيف المتقدم لا مبرر فنياً وتنظيمياً وتسويقياً لوجوده بالإضافة إلى أن تأهل حامل الكأس أصلا غير مناسب لمسمى البطولة كونه حقق بطولة مسابقة أخرى هي ضمن روزنامة الاتحاد الآسيوي وقد يكون مبرر تواجد بطل الكأس مقبولاً لو لم يكن هناك مسابقة ثانية مخصصة لأبطال الكؤوس. وللموضوع بقية في اتجاه تنظيمي آسيوي آخر في مقال بعد غد الخميس.