أحداث فرضت نفسها على الوسط الرياضي وسحبت الأضواء نحوها وأصبحت حديث وسائل الإعلام بشاشاته وأوراقه المطبوعة، محورها النصر صاحب الشعبية الجماهيرية الكبيرة المتفاعلة مع الأحداث، بدأها بإكمال تعاقدات الموسم المبكرة وختمها بصفقة يحيى الشهري القياسية (المجلجلة) بصداها البعيد المدى. ومقالي اليوم لاينطوي على فكرة أحاول خدمتها لتقديمها للقراء الكرام، بل هو عبارة عن قصة لاخيال فيها كحال الكثير من القصص التي تتخذ ألوانا تراجيدية مثيرة للحزن والشفقة أحيانا، أو كوميدية مثيرة للضحك والسخرية، أو(هوائية بلهاء) تدفع إلى زيادة الاحتقان الرياضي بين الجماهير، أومن تلك القصص الحالمة الرومانسية التي تعزف على وتر قلوب المحبين. إنها قصة حقيقية موثقة بطلها النصر، ذلك الفريق الذي كثيرا ما أكون له ناقدا وقليل جدا مادحا على مسلكه الفني والإداري في السنوات الأربع الماضية، وإن كان يتطور صعودا وبحركة هي أضعف من قدرتها على تغيير المسار نحو قفزة قوية توصله للمراد بطلا كما كان. وقصة اليوم لانقد فيها ولامبالغة في تعظيم أهميتها، إنها قصة أولويات النصرالمختلفة التي تميزه عن الآخرين ومسجلة باسمه فقط في محيطه الإقليمي والقاري في الجانب الفني بعيدا عن الأولويات المحلية للأندية التي عادة مايثار حولها الجدل.. وللجانب المالي نصيب من الأولويات في قصتين وهذه هي الأولويات اتفضلوا ملخصها إن شئتم ذلك: ولنبدأ بالأولويات في المحيط الإقليمي، ويسجل للنصر إنه أول فريق سعودي يمثل بلاده خارج الحدود في بطولة خليجية عام 1982، وفي المحيط القاري الأهم أول فريق سعودي آسيوي بلغ العالمية بعبوره القارة الأكبر في العالم وتمثليها في مونديال كأس العالم للأندية أبطال القارات في البرازيل عام 2000. ومنذ ذلك الوقت والنصر يحمل الأولوية في لقب العالمي، بل وعميد الأندية العالمية الآسيوية التي بلغت تاليا المجد الرفيع فوق العادة ومنها على المستوى السعودي الاتحاد المونديالي العميد المحلي للأندية السعودية. وهناك أولويات غير عادية خارج الحدود وطرفها العالمي تسجل لنجومه، أهمها أن نجمه الأسطوري ماجد عبد الله هو أول مهاجم في العالم يحقق لقب عميد لاعبي العالم في عدد المباريات الدولية التي لعبها مع منتخب بلاده. كما أن نجم النصرالسابق والمدرب الحالي على كميخ يسجل له مشروع أولوية كمدرب سعودي كروي يدرب خارج البلاد، بعد اتفاق الكابتن كميخ بالأحرف الأولى مع مسؤولي فريق الفيصلي الأردني لتولي مهام تدريب الفريق الأول ويبقى التوقيع النهائي محكوم بمراجعة بنود العقد من الطرفين. وفي الجانب المالي هناك قصتان لهما الأولوية كل في وقتها.. القصة الأولى انتقال محمد السهلاوي من القادسية للنصر عام 2009 في صفقة هي الأكبر في ذلك الوقت بلغت 33 مليون ريال. والرقم المالي الكبير الأول المسجل باسم النصر ولاعبه السهلاوي تم كسره لاحقا بانتقال أسامة هوساوي من نادي اندرلخت البلجيكي إلى الأهلي بمبلغ كلفته تصل إلى 38 مليون ريال، وانتقال أحمد الفريدي من الهلال إلى الاتحاد بـ 35 مليوناً، إلا أن الأرقام القياسية تبحث عن صانعها الأول ليعود النصر مجددا قبل أيام إلى الصدارة في عقوده الاحترافية المحلية وبرقم (مجلجل) جديد تجاوز صداه حدودا بعيدة. فالنصرأبرام صفقة الموسم الأكبر والأغلى في تاريخ الرياضة السعودية بتوقيعه مع النجم يحيى الشهري بمبلغ قياسي كلف 48 مليون ريال شاملة حقوق اللاعب وناديه السابق الاتفاق، ونالت هذه الصفقة وهجا إعلاميا قبل وبعد إتمامها يوازي ثقلها الفني والمالي كونها صفقة من فئة (خمس نجوم حقيقية) بلا فوتوشوب وفيديو كليب يلمع شكلها الفني. يبقى القول وقد دانت الأولويات الإقليمية والقارية والأرقام المالية القياسية للنصر.. يبقى أن تدين له الكرة في الملاعب بعطاء مميز من لاعبيه وقد انضم إليه أبرز مواهب الكرة السعودية صانع الأهداف يحيى الشهري، لينضم إلى نجوم من الوزن الفني الثقيل أمثال حسين عبد الغني ومحمد نور ومحمد السهلاوي وخالد الغامدي وعبده عطيف وإبراهيم غالب والنجم الصاعد أيمن فتيني.