في ظل ظروف حرجة آسيوية مزمنة تمر بها الإدارة الهلالية في عهد الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي بكر بُعيد تنصيبه رئيساً للهلال قبل خمس سنوات وتعاقده بمبالغ كبيرة جدا مع نجوم كبار مؤثرين أمثال: ولي السويدي ورادوي الروماني والتايب الليبي ونفيز البرازيلي بالإعلان أن هدفه بلوغ العالمية واللعب مع أبطال القارات وهو هدف لم يبلغه الهلال بعد. وطيلة فترة رئاسته الأولى ومطلع الثانية عمل بكل ما في وسعه إدارياً وفنياً لكسر العناد الآسيوي الموسمي لفريقه إلا أن كل جهوده لم توفق وبدا فريقه طيلة تلك المدة وقبلها أشبه بـ (كومبارس) آسيوي يشارك باستمرار ويفقد وظيفته بالخروج من المنافسة. وفي هذا الموسم ظهرت معالم الخروج مبكراً من دور الستة عشر بعد هزيمة الفريق ذهابا في الرياض من فريق لخويا القطري فما كان من الإدارة قبل لقاء الإياب في الدوحة إلا تسريب أخبار عن غربلة للفريق تشمل إلغاء عقد المدرب واللاعبين الأجانب والدفع بورقة جماهيرية رابحة بالحديث أن سامي الجابر سيكون المدرب القادم للهلال. وبالفعل نجحت الإدارة في التهوين من الضغوط عليها مما يوصف لدى شريحة من الجماهير الهلالية بكارثة الخروج المتكرر من (الآسيوية) على مدى ثلاثة عشر موسما آسيويا، وانشغلت الجماهير بالحديث عن المدرب سامي الجابر إلى أن جاءت ساعة الصفر بالتوقيع مع الجابر مدربا للهلال لمدة ثلاث سنوات وسط حفلة إعلامية كبيرة. وفي خضم فرحة الجماهير الهلالية التي ترى في نجمها ومدربها الحالي خير من يقود الفريق في المرحلة المقبلة.. هناك من يتساءل عما إذا كان سامي وهو الذي لم يخض تجربة تدريبية قادرا على قيادة فريق كبير وهو مازال تلميذا في الصف الأول من حياته التدريبية؟ والفرضيات التي تسبق عمل سامي في الميدان تقول إن تكليفه بتدريب الفريق الأول الهلالي لا يخلو من المجازفة المزدوجة من سامي نفسه ومن الإدارة الهلالية التي رأت على ما يبدو أن في سامي مقدرة خاصة فنية ستظهر في الملاعب ونفسية في امتصاص غضب الخروج الآسيوي وتداعياته. وسامي الذي يوصف من القريبين لديه أنه ذكي ويحسن قياس خطواته يواجه تجربة جديدة في تدريب فريق كبير تعود على الخروج من كل موسم بحصاد مثمر مما يعني أنه يواجه مهمة صعبة في الحفاظ على امتيازات الهلال السنوية. ونجاح سامي فنياً يبدأ في المقام الأول على قدرته في احتواء جميع اللاعبين وتوظيفهم لصالح خططه وخاصة منهم النجوم الكبار من لم يبد منهم حماساً لعودته فنياً بعد أن كان على خلاف معهم إبان عمله الموسم قبل الماضي إداريا. وفي حالة ما انتهج سامي مبدأ الشدة بتعسف مع النجوم الكبار فهذا يعني علامة من علامات صعبة قد تواجهه في مهمته خاصة وأنه قال في أحاديثه الإعلامية إنه (قادر على ترويض غرور النجوم). يبقى القول إن المدرب المحلي سامي الجابر استلم الفريق الهلالي وهو ليس في أحسن حالاته الفنية ويعاني من متاعب فنية خاصة في خط دفاعه ونجاحه في اختيار أربعة أجانب مؤثرين سيعزز من فرص نجاحه بالسير بالفريق دون مطبات فنية. وجماهير الهلال تنتظر من نجمها عملاً فنياً في الميدان يبقيه نجماً كما كان لاعباً في الميدان، ونجومية سامي لن تشفع له في حالة الانكسار لفريق لا ترضى جماهيره إلا أن يكون في المقدمة.