صفقات من الوزن المحلي الثقيل فنياً تلك التي أبرمها النصر بدءاً مع محمد نور وآخرها مع يحيى الشهري، وهذا يعني أن العالمي بات يملك أفضل صانعي ألعاب ليس في السعودية فحسب بل في آسيا. ونور بتاريخه الزاهر ويحيى بموهبته الباهرة سيكونان الموسم المقبل مكينتين فاعلتين في صناعة الأهداف، ويبقى دور المهاجمين في حسن التمركز الذي يتيح للاعب الوسط تمرير الكرة بارتياح. وصانع الألعاب ودوره المهم يحتاج إلى مهاجم ذكي يعرف اختيار الوقت والمكان المناسبين لتلقي التمريرات التي تعالج بالتسجيل دون فلسفة من المهاجم. والنصر بالصفقات المحلية والبرازيلية يكون قد غطى مراكز مهمة في الفريق كانت فيما مضى تعاني من العجز، وبهذه الصفقات يكون الفريق قد اكتمل فنياً بوجود ثلاثة برازيليين بالإضافة إلى المدافع البحريني الآسيوي محمد حسين. ولكي تعمل هذه الفرقة الفنية المكتملة في كل المراكز لابد من توفر أدوات تفعيلها المحفزة على العطاء في أجواء مريحة للطاقم الفني والتدريبي وذلك بتفعيل العمل الاداري خاصة في جانبه المالي ليكتمل عمل وتناغم كامل المنظومة النصراوية. والنصرسيبلغ نقطة الارتكازالصلبة في الموسم المقبل بالانضباط لا بالصفقات لوحدها متى ما كان الانضباط له الأولوية وليس الصفقات التي هي الأخرى لا تؤتي أُكلها إلا في أجواء انضباطية دقيقة مبرمجة ضمن خطة عمل موسمية شاملة لا مكان للاجتهاد فيها. وللحيلولة دون تكرار أخطاء تجارب سنوات مضت استمرت في الخدمة ولم تأت بنتائج مختلفة منها ما أثر كثيرا على الأداء الفني وأصاب الفريق بالدوامة التي تنتابه وتهوي به بعد عروض جيدة فإن المصلحة الأهم أن يدار الموسم المقبل بعقلية مختلفة. والدوامة المقصودة هنا هي تلك التي أرهقت الفريق نفسياً وأثرت على عطائه من جراء الفوضى المالية غير المبرمجة بكثرة تأخر صرف الرواتب وتأخرها المستمر. ولو تعاملت الإدارة مع هذا الجانب تعاملا جادا ومنضبطاً لجنت الكثير من الميزات الفنية ووفرت للفريق الغطاء المعنوي الباعث على خلق الراحة النفسية والرضا الوظيفي للاعبين الذين سيقابلون الانضباط الاداري في صرف حقوقهم المالية بانضباط فني لا منغصات فيه. ومن المؤكد بل وبالجزم إن اللاعبين متى ما انتهت معاناتهم من تأخر حقوقهم ورواتبهم باعتماد نظام دقيق بإيداعها في حساباتهم في آخر كل شهر ميلادي سيتفرغون ذهنياً بالتركيزعلى وظيفتهم الرئيسية كلاعبين محترفين ببذل كل ما في وسعهم لخدمة شعار النادي وجماهيره. يبقى القول إن إدارة الأمير فيصل بن تركي التي يثمن لها جهودها في العمل والسعي لإعادة النصر إلى عصره الذهبي عليها وبعد أربع سنوات من التجارب التي مرت بها أن تدرك حقيقة هامة جدا وهي أن الانضباط في كامل منظومة العمل هو الطريق الصحيح لبلوغ الأهداف وأي خلل في الأداء سيصيب الأهداف المرجوة بالعطب والسنوات الماضية تؤكد ذلك. وهذا يعني أن النجاح يصنعه الانضباط الإداري والفني على أساس معرفي علمي لا اجتهادي، وإذا بقي الوضع على حاله يدار كما مضى فإن النتائج لن تختلف عما مضى والقول إن الأندية الأخرى لديها نفس المتاعب فيما يتعلق بتأخر الرواتب ذلك شأنها. وفلسفة العمل الإداري القائم على العلم ترفض محاكاة الفشل بفشل مثله ومن يخرق قوانين النجاح عليه أن يتحمل عواقبها وكفى جماهير العالمي تعاملاً مع العواقب التي أبقت فريقهم خارج ساحة البطولات.