بنهاية لقاء الشباب والاتحاد مساء أمس على نهائي كأس الملك للأبطال انتهى موسم رياضي طويل مرهق لمنظميه وللأندية بأجهزتها الإدارية والفنية ولمتابعيه أيضا وهو موسم لم يخل من المتاعب ليس بطول مدته الزمنية فحسب، بل أيضا في جوانب عدة أخرى قانونية وتنظيمية عانت منها أندية كثيرة والوسط الرياضي. والمقال كتب فجر أمس قبل لقاء الكأس وينشر اليوم وقد عرف البطل وكلا الفريقين الشباب والاتحاد يستحقان الذهب وكل التهاني لمن فاز بالذهب وأيضا لوصيف الذهب الذي هو الآخر يستحق التهنئة على جهوده المثمرة التي أوصلته النهائي ومن يبلغ المنصات بطلاً أو وصيفاً يستحق التقدير. والجماهير الرياضية تتطلع لدوري عبد اللطيف جميل الذي سينطلق في الثاني والعشرين من شهر أغسطس المقبل بأن يكون انسيابياً جميلاً ببرمجة لا توقفات مزعجة فيها ويدار وسط مناخ وبيئة عمل صحية محفزة في أجواء طبيعية وجاذبة للحضور الجماهيري خالية من أي نكد تحكيمي ولجاني وهتاف جماهيري خارج عن الروح الرياضية. ويجوز القول إن دوري (جميل) سوف يختبر الديمقراطيين أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم الذين بلغوا مقاعدهم بالانتخابات في أول تجربة حقيقية ستقيس مدى قدرتهم على تطبيق علمهم وفنهم على أرض الواقع. وأول لجنة من اللجان الكروية المنتخبة في العهد الديمقراطي للاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد هي لجنة الاحتراف مع بدء موسم الانتقالات الصيفي التي ستواجه أول اختبار جدي يفحص قدرتها على الصمود بقوة القوانين. لكن إذا ما لان جدار الأنظمة التي تكفل لكل ناد حقوقه وتم اختراق لجنة الاحتراف بتسجيل لاعبين أجانب ومحليين بتمرير التسجيل دون أن يكون النادي أوفى بكل الاشتراطات فهذا يعني مقدمة غير مشجعة من أن العمل لن يختلف عن سابقه وأن (فايروس) المجاملات سيبقى ساري المفعول وسيصيب لجاناً أخرى محدثا إرباكا في منظومة العمل ومخلفاً تداعيات سلبية على كامل الجسم الرياضي. لكن إذا أظهرت لجنة الاحتراف قدرة فائقة غير معتادة في مواسم سابقة على مواجهة كافة ضغوط الأندية المتنفذة بتطبيق الأنظمة بعدالة بين الجميع فذلك هو كل ما يتمناه كل محب للنظام وكاره للفوضى وهو مؤشر أيضا على أن الجدية ستكون سلوك اللجان الأخرى. وتبريرات الإخفاق في تطبيق الأنظمة تحت أي حجة منها ما يقال ضغط العمل لم تعد مقبولة في زمن كل شيء فيه قابل للبرمجة ومحكوم بأنظمة آلية تقوم بالنيابة عن البشر بتشغيل كل ما يمكن تشغيله مع درجة إتقان متناهية الدقة تعطي مخرجات مقننة متى ما كانت مدخلاتها سليمة. وهذا يعني أن لجنة الاحتراف التي تقع في مقدمة من يتعامل مع الموسم الجديد متى ما أنجزت أعمالها التي يفترض أن تكون كمبيوترية بحكم وضوح قوانينها المتماشية مع قوانين (فيفا) بقاعدة معلومات متكاملة تتيح لها الرد الفوري على طلبات الأندية. و(لو) وربطت الأندية بمركز معلوماتها المحتوي على كل الاشتراطات القانونية بحيث يمكن للنادي تسجيل لاعبيه دون الحاجة إلى مراسلتها والنظام هو من يحدد قبول التسجيل أو رفضه فإن في ذلك إنجاز مذهل يبشر بنقله نوعية مثيرة للإعجاب. يبقى القول إن العمل الناجح يحتاج إلى من يؤمن به ويتفاعل بكل حرص وأمانة مع واجبات التنفيذ بتطبيق الأنظمة المنظمة لسير العمل وضبطه بإحكام وإن تم ذلك فهو خارطة الطريق الخضراء الناجحة للاتحاد السعودي لكرة القدم وهو مطلب الكل فقد ولى زمن مضى بسلبيياته وحان وقت العمل في بيئة صحية لا مكان فيها لمن تعوّد الاستفادة من الأجواء الضبابية.