|


محمد السلوم
وفعلها الشيخان مدوية
2013-05-05

أظهرت الانتخابات لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي التي فاز بها الشيخ سلمان الخليفه بالاكتساح وفي الجوله الاولى وبدعم مطلق ومعلن من الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الاوليمبي الآسيوي اظهرت الاوزان الكرويه الفعليه المؤثرة في خريطة الاقتراع للفائز وانصاره بوزنهم الفولاذي الفعال وللخاسر وانصاره بوزنهم الخفيف المقارب لوزن الريشه بحسابات ميزان الاصوات. والشيخ سلمان حصل على33 صوتا مقابل 7 للتايلاندي ما كودي و6 للاماراتي يوسف السركال وهي اكثر من ثلثي الاصوات بصوتين من اجمالي عدد المقترعين البالغ 46 صوتا وهو رقم لم يقع في دائرة اكثر المتفائلين توقعا. كما اظهرت ان بلوغ الكرسي الآسيوي ليس بكثرة الضجيج الاعلامي وانما بالعمل المركزعلى اقناع الناخبين وهوما فعله الشيخان بنتيجة مدوية ابطالها سلمان وداعمه أحمد الفهد فقد عملوا بهدف وبرنامج واضحين وتحديدا الشيخ احمد الذي تحرك مبكرا في استثمار قدرته الاتصاليه والاقناعيه في دعم مطلق لحملة الشيخ سلمان. كما ان من عوامل الاكتساح الجارف ضعف المرشحين الآخرين وفشلهم الذريع في التأثيرعلى الناخبين بدليل عدد الاصوات المتواضع جدا فالمرشح الاماراتي يوسف السركال قدم نفسه وسط ضجيج اعلامي بانه الرجل القوي والخبير في دهاليز الاتحاد الآسيوي وانه القادر على نقل الكره الآسيويه الى آفاق اوسع. ولم يكتف بذلك وتفاخر بمقابلته لرئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر وقال انه مقتنع ببرنامجه التطويري وذهب في خط اخر بنعت منافسه بشراء الاصوات واتهم الشيخ أحمد الفهد بالتدخل للتأثير في الانتخابات. اما المرشح السعودي الدكتور حافظ المدلج فهو له قصتان: (قصه في اختياره وهذه القصه لا اريد التطرق لها) وقصة شروعه في حملته الانتخابيه التي بدأت بشعار غريب عنوانه مشتق من اسمه (حافظ على آسيا) وكأن اسمه رنانا في اكبر قارات العالم وهو شعار يعطي انطباعا من الوهلة الاولى ان صاحبه قد ترشح لانتخابات اتحاد بيئي وليس اتحادا كرويا. ولم يمض الدكتور المدلج في حملته التي يريد منها توصيل رسالة باهتمامه بوحدة القارة كرويا وتطويرها ومضى في اتجاه تقديم نفسه على انه مرشح توافقي بغية الاقناع على الاتفاق على مرشح واحد وكرر وجدد في كل مرة عن نيته بالانسحاب في حالة التوافق. ومثله مثل السركال اكثر من الاحاديث الفضائيه خاصة في قنوات الامارات وأظهر فيما بعد انه مرشح يميل لصالح السركال مما افقده استقلاليته كمرشح (توافقي) يمثل بلده ومع تلاحق التداعيات تلاشت (التوافقيه) وبدا وكأنه مرشح او مفتاح (سريكالي) اكثر منه توافقيا مما جعله خاج حسابات الصراع مثله مثل التايلاندي وصولا الى انسحابه قبيل ساعات من الاقتراع. والملاحظ انه انسحب دون ان يكون لانسحابه ارباكا على اي من المرشحين الثلاثه (سلمان الخليفه وماكودي والسركال) وبالتحديد الخليفه والسركال الى درجة ان الاعلامي القطري الزميل محمد المري قال كلاما مختصرا وبالعاميه ردا على سئوال لقناة لاين سبورت عن تأثير انسحاب الدكتورالمدلج بقوله (محد درى عنه). يبقى القول للايضاح ان الصوت السعودي ذهب للشيخ سلمان وان تجربة ترشيح المدلج بكل سلبياتها بما فيها من عمل افتقد الى دقة الاختيار والقراءة الصحيحه فلا توافق حصل ولامرشحا فعالا صمد..ولنقل ان التجربه الفاشلة درس يستفاد منها مستقبلا لخوض معركه شرسه تحتاج الى شرسين بقوة التأثير. وتبقى اشارة ان الشيخ سلمان حقق انتصارين على (مناوئيه) بفوزه الساحق بكرسي الرئاسه لاكمال فترة خصمه الرئيس السابق محمد بن همام حتى عام 2015 وفاز ايضا بمقعد عضوية المكتب التنفيذي في (فيفا) عن غرب اسيا على حساب القطري حسن الذوادي بحصوله على 28 صوتامقابل 18 صوتا للذوادي. والملاحظ ان صراع الماضي كان حاضرا بين الشيخ احمد الفهد وابن همام على خلفية تداعيات انتخابات عام 2011 التي شهدت في ذلك الوقت تراشقا حادا بين ابن همام والشيخ أحمد لم يغب عنها (سقط الكلام) وفاز بها ابن همام بفارق ضئيل على حساب منافسه الشيخ سلمان المدعوم من الشيخ احمد. وتؤكد ردة فعل المعسكرالمنتصروالخاسر في انتخابات الخميس وضوح اثار الماضي النفسيه فقد بكر ابن همام عقب إعلان النتيجة مغرداً على تويتر: (البقية في حياتك يا آسيا وسيلحق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالاتحاد الآسيوي لكرة اليد تنظيما وتطويرا وتخطيطا ياهم بيشمتون الحين) في اشارة ساخرة لعمل الشيخ احمد الفهد رئيس اتحاد كرة اليد في اسيا (مهندس) حملة الشيخ سلمان. وفي المقابل قال الشيخ احمد الفهد (كنت اتوقع المزيد من الاصوات للشيخ سلمان) في اشارة تهكمية لحصول السركال على ستة اصوات فقط الذي يقال انه محسوب على ابن همام.