الاتحاد المونديالي دخل منذ موسمين كرويين رحلة أشبه بالمتاهة لايعرف كيف يخرج منها، وآثارها ظاهرة على الفريق بمركزه السابع في دوري زين، وهو مركز لايليق بفريق عملاق عريق صاحب تاريخ حافل بالإنجازات. والخوف من هذه المتاهة أن تأخذ الاتحاد بعيدا وتعيده إلى عصر القحط الذي مر به وظل فيه عقودا من الزمن وبقي خافتا بعيدا عن المنافسات الكروية. والتعجيل في البحث عن الفريق وسط هذه المتاهة وإرشاده إلى طريق الخروج منها مهمة القادرين من رجاله، ولا أظن إدارته الحالية بقيادة المهندس محمد فائز ونائبه عدنان جمجوم لهما قدرة على إخراج الفريق من متاهته وهما من عبرا بالاتحاد في متاهة وبلا خريطة إرشادية تقود إلى المخرج. وبريق الاتحاد لم يخفت محليا وحسب بل قاريا بغيابه الموسم الآسيوي الحالي عن المشهد الكروي لأبطال آسيا وكذلك الموسم المقبل وهو الصديق (الإيجابي) والمعروف للملاعب بفوزه بلقبين قاريين عامي 2004و2005 وتمثيل القارة الآسيوية مرتين متتاليتين في مونديال كأس العالم للأندية أبطال القارات. والشواهد تقول إن العمل الإداري والفني في الكيان الاتحادي بلغ مرحلة مؤسفة من الاجتهاد والأمثلة القريبة تدعم ذلك، فالذهاب لإقامة معسكر في الكويت اجتهاد لم يسبقه تنسيق محكم ولاعلم بالإجراءات الكروية في بلد الوصول، فكانت النتيجة نزهة إلى أرض الكويت والعودة بلا نتائج فنية بعد أن اتضح للاتحاديين أن إقامة لقاءات ودية مع فرق كويتية يتطلب تنسيقا مسبقا للحصول على موافقة الاتحاد الكويتي لكرة القدم قبل شهرين على الأقل. والاجتماع الاتحادي الأخير الذي ضم 63 شخصية اتحادية وهدفه دعم العميد ماليا لمواجهة متاعبه المالية ومحاولة تخفيض العجز المتراكم من الديون الذي بلغ 75 مليون ريال هو الآخر يدخل في دائرة الاجتهاد من حيث التنظيم، وبدا المجتمعون كما لوكانوا في صالة أفراح حسب وصف العضو الاتحادي البارز أحمد مسعود. ونتائج (التحصيل) أي التبرعات المرجوة من اجتماع أثرياء الاتحاد تؤكد ذلك، إذ بلغ إجمالى التبرعات حوالي مليون ونصف المليون ريال فقط مما يؤشر أن هناك تبايناً كبيراً بين رجالات الاتحاد حول الطريقة التي يدار بها العميد، وحجم التبرعات التي يقال إن خزينة النادي لم تتلق سوى ربع مليون من المليون ونصف المعلن يؤكد عدم قناعة أهل المال بإدارة المهندس محمد الفايز. هذان الحدثان القريبان يؤشران أن هناك ثمة خلل إداري وتنظيمي ومهني في الجسم الإداري الاتحادي، الأول معسكر الكويت الفاشل بإرسال الفريق إلى هناك كما لوكان ذاهباً في نزهة إلى (شمال أبحر)، والثاني اجتماع أثرياء الاتحاد الذي هو الآخر في حكم الفاشل قياسا بالرقم المالي الذي أعلن عنه في الاجتماع والملاءة المالية المعروفة عن معظم الحاضرين. يبقى القول إن هذين الحدثين يعكسان الحال عن الصورة الاجتهادية الداخلية التي تدار بها الأمور في نادي الاتحاد وهي التي لم تلق قناعة من الداعمين للكيان الاتحادي ورقم الدعم المعلن يتحدث عن ذلك. وخيارات إدارة المهندس محمد فائز محدودة جدا والاستقالة في مثل هذا الوضع (العاجزعن إيجاد حلول) أفضل من الاستمرار وملف المتاعب المالية يزداد تورما. والوضع الاتحادي المالي كما هو معلوم انكشف مع ابتعاد الداعم الرئيسي الملياردير الشيخ عبد المحسن آل الشيخ، بالإضافة إلى المفكر الكروي والداعم المالي منصور البلوي.. ولامؤشرات في الأجل المنظورعلى عودتهما للعميد، الأول قناعة منه أنه قدم ما يكفي ولم يعد على استعداد للمواصلة، والثاني ليس أمرعودته للاتحاد بيده.