|


محمد السلوم
عقوبات(قراقوشية)
2013-03-17

كنت عاقداً العزم في مقال اليوم بالكتابة عن أنديتنا الأربعة المشاركة في البطولة الآسيوية وقد أنهت الجولة الثانية، منها من بلغ العلامة الكاملة في جولتين وهو الأهلي، ومنها من عوض خسارة الجولة الأولى بفوز في الثانية كالهلال، وصيد نقطة خارج الأرض كالشباب، وخساره فرصة استثمار الأرض بالتعادل كحال الاتفاق، والمؤشرات الأولية تقول إن الأهلي هو قبس النور المنتظر في الملاعب القارية. غير أن الصخب والجدل الذي لازم صدور قرارين من لجنة الانضباط تصدر المشهد الرياضي الأول والأخطر وهو القرار الذي لايخلو من التعسف في حق حارس التعاون فهد الثنيان بإيقافه لمدة ستة أشهر عملية لا يدخل ضمنها مدة توقف النشاط الرياضي في فصل الصيف دون اكتمال عناصر الحكم بسماع الطرفين واعتمد فقط على تقرير الحكم سامي النمري. والحكم النمري مطلوب منه إعادة النظر في تقريره إذا لم يكن متأكدا مائة بالمائة من تصرف اللاعب وقد يكون أساء تفسير سلوك الثنيان وهو الذي أقسم على الهواء في لقاء تلفزيوني إنه لم يبصق على الحكم كما أنه لايتوفر لقطة تلفزيونية من الناقل الحصري تؤكد مصداقية تقرير الحكم والشك في مثل هذه الحالة يفسر لصالح المتهم. والقرار الثاني في حق قائد الفريق النصراوي حسين عبد الغني بتغريمه 40 ألف ريال بحجة افتقدت إلى البينة المبينة وتجاهل لشهادة الشاهد الرئيسي في القضية الأمير فهد بن خالد رئيس النادي الأهلي والتي هي قانونا تفسر لصالح عبد الغني. والغريب في قضية عبد الغني أن لجنة المنشطات في شكواها أقحمت اسم الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبد الله دون توفر دليل لديها في تصرف أقل ما يقال عنه إنه (غير مسؤول) وكأنها تريد إثارة البلبلة في الوسط الرياضي مع ناديين لاناد واحد. وإلا هل يعقل إذا قال لاعب لسكرتيرلجنة المنشطات بما معناه (أنت هلالي) غردت عن إيقاف لاعب النصر أحمد عباس ولم تغرد عن إيقاف لاعب الهلال خالد شراحيلي، إن مثل هذا الكلام يدخل ضمن المحظورات ويستحق الغرامة وهل كلمة (أنت هلالي) في قاموس لجنة الانضباط ضمن السلوكيات غير الرياضية. والغريب أن لجنة الانضباط لم تبد حتى استنكارها من وجود سكرتير لجنة المنشطات الذي هو من تسبب في هذه القضية بسلوك يدرج ضمن الأساليب الاستفزازية باقترابه ومحاولته الاحتكاك بلاعبي النصر قبيل لقاء هام سيجمع النصر بالهلال على نهائي كأس ولي العهد لاسيما أن العلاقة بين النصر ولجنة المنشطات متوترة على خلفية اتهام (باطل) للاعبه المصري حسام غالي بتعاطي مادة محظورة ثبت فيما بعد براءته من تهمة المنشطات. قراران مثيران للجدل، الأول صدر خلال ثلاثة أيام من الحادثة والثاني أخذ أكثر من شهر حتى صدر.. وهذان القراران يذكران بقصة قديمة تروى عن (قراقوش). وقراقوش وهما كلمتان تركيتان معناهما النسرالأسود، ويعرف قراقوش لدى غالبية الناس مقترنا بالأحكام العجيبة والتي تصوره ظالما في الغالب. وأحكام قراقوش يتناقلها الناس ويزيد عليها البعض نوادر وطرائف حتى أصبح البعض حين يرى تصرفا ظالما أو غريبا يطلق عليه (حكم قراقوش) وعقوبات لجنة الانضباط الأخيرة في حق اللاعبين النصراوي والتعاوني عقوبات يجوز القول عنها إنها(قراقوشية). يبقى القول إن ناديي النصر والتعاون ينتظران عدالة لجنة الاستئناف التي ستنظر في القضيتين بعد التحري الدقيق ومعرفة كامل التفاصيل التي ستقود إلى حكم عادل يحفظ للجميع حقوقهم ويطفيء من حدة الغضب الجماهيري خاصة لدى جماهير التعاون التي ترى أن لاعب فريقها وقع عليه ظلم جائر يهدد مستقبله الرياضي. وتبقى إشارة وقد كررتها في أكثر من مقال أن أوضاعنا الرياضية لن تبلغ حد البيئة العملية الطبيعية ما بقيت عناصر التأزيم اللجانية في مواقعها والوضع يحتاج إلى انتفاضة إيجابية شعارها (العدل سيد القوانين والنظام فوق الجميع) نحو صحوة كروية نظامية تعزز ماهو قائم من إيجابيات وتقضي على السلبيات.