رصد الزميل عوض رقعان في مقاله أول أمس أسبوعاً من الهجوم الإعلامي على رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، ولم يخف الزميل عوض تذمره من بعض المفردات التي استخدمت ضد عيد وعتبه على من (تجاوز) في النيل من عيد وزملائه. والأرجح أن الهدف من (الحملة الإعلامية المنسقة أوالموجهة) الأخيرة هو ممارسة الضغط على عيد بـ (المباح وغير المباح) للموافقة على طلب الفريق الهلالي بتأجيل لقائه في الجولة الأخيرة مع الأهلي في دوري زين وهو الطلب الذي تم رفضه. والاتحاد السعودي لكرة القدم في رده على خطاب طلب التأجيل الهلالي بررالرفض بصعوبة تقليص معسكر المنتخب ومسابقة كأس الملك وتغيير جدولة الجولة الأخيرة من دوري زين. صحيح أن هناك أربعة أندية سعودية مشاركة في (الآسيوية) والجدول الأخيرالمعدل لدوري زين لحساب المنتخب سيسبب لها ضغطاً ومن بينها الهلال لكن توظيف الماكينة الإعلامية الهلالية بأسلوب عشوائي بطابعه الهجومي الذي يشم فيه رائحة (الشخصنة) لربما كان أيضا عاملا ساهم في رفض التأجيل. وأنا هنا لست مصفقاً لقرار عيد برفض التأجيل ولا متعاطفاً مع الطلب الهلالي الذي يبدو أنه قريب من الواقعية ولكن أنا مع البناء على قرار الرفض بأن يكون مصير كل طلب مماثل مستقبلا مصير طلب التأجيل الهلالي المرفوض. وبقاء جدول الدوري دون تغيير هو الأهم ولعل ذلك يكون معتمدا من الموسم المقبل ففيه خدمة لمصالح الأندية فنياً واستثمارياً كما أن الاستثمار الرياضي لا يمكن أن يبلغ منطقة الشفافية في هذا الجانب ما لم تكن الرؤية لدى المستثمرين واضحة. وهذا يعني أن وضوح جدول الدوري مبرمج من البداية حتى النهاية دون تعديل هو عامل مساعد لجذب المعلنين الكبار الذين يهمهم التعامل مع برمجة واضحة تساعدهم على رسم خططهم وحملاتهم الإعلانية وإنتاجها في أوقات زمنية محددة ومناسبة يدرك أهميتها من يعمل في السوق الاستثماري والإعلاني. يبقى القول إن الأوضاع المائلة لا تستمر على حالها .. وإذا كان الهلاليون نجحوا في عقود مضت على استثمار ترسانتهم الإعلامية (المطيعة) لخدمة أهدافهم فإن الأوضاع قد تبدلت وتغيرت مع وجود اتحاد منتخب له آلية مختلفه عن السابق. والهجوم الهلالي على الاتحاد السعودي ليس جديدا وقد بدأ منذ تكليف عيد برئاسة الاتحاد السعودي المؤقت في ذلك الوقت وقصة اعتماد الاتحاد المؤقت لبطولة السوبر السعودية في مايو من العام الماضي لازالت في الذاكرة وهي التي ألغيت بعد أقل من شهرين من إقرارها. والإلغاء في ذلك الوقت سبقه ضغوط إعلامية هلالية محتجة على توقيت البطولة لأن الفريق الأزرق لن يكون طرفاً فيها كما أن توقيت إعلان البطولة أيضا لم يكن محل قناعة أندية كثيرة وجاء مفاجئاً ومتأخرا بعد معرفة أطراف اللقاء في ذلك الوقت وهما الشباب والأهلي. والمواقف تتوالى ضد عيد، فخلال التحضير لانتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم جند الهلايون ماكينتهم الإعلامية لخدمة (مرشحهم) خالد المعمر وعلى المكشوف وهناك من ذهب للتشكيك في نتيجة صندوق الاقتراع بعد فوز عيد بالرئاسة ولم يسلموا بنتيجة الصندوق وبقوا على مواقفهم وإثارة كل ما من شأنه إفشال عيد كأول رئيس منتخب. وبقاء عيد وهو ابن المؤسسة الرياضية ويقرأ ما بين سطورها صامدا ومتسلحا بالأنظمة وتطبيقها على الجميع بعدالة دون تميز أحد على أحد مهما كان نفوذه هو الرهان الناجح لحماية اتحاد منتخب حديث التكوين من زوابع قد تعصف بأدائه وتضعف قواه. والعدالة هي مطلب جميع الأندية وجماهيرها وإزاحة الغموض الذي كان يكتف بعض القرارات فيما مضى بانتهاج الشفافية القانونية هو الطريق السليم لبلورة بيئة عمل نظامية وعلى من يعتقد أنه متضرر من المتغيرات الجديدة أن يعمل على تكييف نفسه معها. وتبقى الإشارة إلى أن كلام و(لا أقول تهديد) رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد رداً على رفض الاتحاد السعودي طلب التأجيل بتطبيق قوانين (فيفا) فيما يتعلق بالتحاق اللاعبين للمنتخب هو كلام يدعم (احترافية العمل) ويحسب حتى لو جاء كرد فعل غاضب ضمن الدفع نحو تأصيل تطبيق قواعد العمل الاحترافي. ويفترض بإدارة المنتخب قبل أن تجد نفسها أمام إجراء هلالي له ما يدعمه قانونياً أن تبكر في تطبيق قواعد وأنظمة (فيفا) بعيدا عن أسلوب المعسكرات الطويلة الذي يضر بجدولة المسابقات ومصالح الأندية.