الفرق السعودية الأربعة (الاتفاق والشباب والأهلي والهلال) ستواجه ضمن تصفيات المجموعات لمسابقة أبطال آسيا في جولتها الثانية فرقاً كلها داخل الدائرة الخليجية بعكس الجوله الأولى التي لعب فيها الاتفاق خارج أرضه أمام بختاكور الأوزبكي، مما يعني أن القرب الجغرافي في صالح الجميع، بالإضافة إلى الانكشاف الفني بحكم معرفة كل فريق بالآخر. واليوم وغدا الرباعي السعودي في مهمة التعزيز للفائز والتعويض للخاسر، وهي مهمة تبدو سهلة للخاسرين، وصعبة للفائزين، ليس لأسباب فنية في المقام الأول وإنما لاعتبارات الأرض والجمهور قياساً على ظروف الجولة الأولى التي فاز فيها أصحاب الأرض كحالة الشباب والأهلي، وخسر من لعب خارج أرضه كالاتفاق والهلال. وعلى الرغم من أن المسابقة لازالت في بدايتها إلا أن الرهان على نتيجة الأرض في مسابقات الذهاب والإياب قد يقود إلى خطف أي من البطاقتين بنهاية الجولة السادسة والأخيرة المؤهلة لدور 16. ومساء اليوم في أبو ظبي يواجه الشباب المنتشي بنقاط أرضه الثلاث من فوزه على فريق الجيش القطري يواجه فريق الجزيرة الخاسر من تبريز الإيراني في تبريز بثلاثية والجانب المعنوي سيكون لصالح الشباب وهو يقابل فريقاً من فرق القمة في بلاده فنياً وجماهيرياً تحت الضغط لتعويض خسارته الجولة الأولى. وتبقى قدرة الشباب في استثمار مكاسبه النقطية والمعنوية في التعامل مع فريق سيرمي بكل ثقله على أرضه للخروج بنتيجة إيجابية وقد يستفيد مهاجمو الشباب من الاندفاع المتوقع للفريق الجزراوي خاصة وأنه يملك مفاتيح استغلال الفرص بوجود مهاجمين بارعين هما ناصر الشمراني وسبستيان تيجالي. ومعلوم أن الشباب بتعدد مشاركته الآسيوية في السنوات الأخيرة إلا أنه يبقى بلا تاريخ قاري، والأمل أن يستفيد من تجارب مشاركاته بالمضي قدماً إلى النهائي لعله يدخل ضمن دائرة الفرق الآسيوية الكبيرة ذات الإنجاز القاري حتى لو (صنف إنجاز من هذا النوع بالمفاجأة مثل تلك الفرق التي تصحو في لحظات من الزمن وتخطف ألقاباً كل 20 أو 25 سنة). والخطر يهدد الاتفاق على أرضه مساء اليوم من المارد القطري فريق لخويا وهو فريق حديث على المسابقات القطرية وتأسس عام 2009 وانطلق منذ تأسيسه كالصاروخ في حصد البطولات في الدرجة الثانية وواصلها بلا توقف في دوري نجوم قطر للمحترفين ويعد مصدر خطر ليس على الاتفاق فحسب بل على فرق آسيا في أول مشاركة خارجية له. والاتفاق الخاسر في الذهاب من بختاكور الأوزبكي بهدف يواجه فريقاً صعباً وليس عادياً استهل لقاءاته الآسيوية بالفوز على فريق الشباب الإماراتي بهدفين لهدف وترويضه من نجوم فارس الدهناء يتطلب تعاملاً خاصة مع فريق منظم وخطير في كل خطوطه وخاصة خط الهجوم الذي يقود المهاجم القطري سبستيان سوريا. وتكاد تكون مهمة الأهلي وصيف أولسان الكوري البطل القاري في الموسم الماضي وهو يقابل النصر الإمارتي مساء غد في دبي أقل صعوبة من مهمة البقية لعامل الخبرة في الملاعب الآسيوية وميل الكفة الفنية لصالحه من خلال مؤشر الأداء في الجولة الأولى الذي ظهر فيه الأهلي إيجابياً بفوزه على الغرافة بهدفين والنصر الإماراتي سلبياً بخسارته بثلاثية من سباهان الإيراني. ومساء غد في الرياض حيث لقاء الهلال مع الريان القطري، وللهلال قصص حزينة مع (الآسيوية) على مدى أكثر من عقد، والحزن بكّر في التعامل مع الهلال في الموسم القاري الجديد واستقبله بهزيمة بثلاثية من العين الإماراتي. وما يخفف الضغط على الهلال وهو يقبع في ذيل مجموعته أن اثنين من منافسيه في المجموعة تعثرا بالتعادل وهما الريان والاستقلال الإيراني بتعادلهما في لقاء مثير بثلاثة أهداف وهي فرصة للهلال على أرضه للفوز لتعويض خسارته الأولى والبناء على الثلاث نقاط في دعم هدفه في الجولات المقبلة. يبقى القول إن الفرق السعودية الأربعة المشاركة في الآسيوية في بداية مشوارها قادرة على تأمين نقطة ارتكاز للمضي قدماً في الجولة الثانية ويعوض الخاسر خسارته ويعزز الفائز مكاسبه في مشوار آسيوي طويل لن يبلغ نهايته إلا الفريق المهيأ فنياً ونفسياً وثقافياً أيضا لمسابقات خارج الحدود تتطلب جهداً جبارا لبلوغ اللقب القاري المؤهل لعبور القارة الآسيوية إلى العالمية واللعب مع أبطال القارات.