الخاسر مساء غد الأربعاء في اللقاء الجماهيري الكبير الذي يجمع الهلال بالنصر على أرض الأول في الجولة الثامنة عشرة من دوري زين ستتضاءل فرص حظوظه كل حسب سقف طموحه. فالهلال بنقاطه الـ 39 يريد الفوز ولا غير الفوز للبقاء منافسا قويا للفتح على لقب الدوري خاصة بعد أن وسع نموذجي الأحساء الفارق النقطي إلى أربع ببلوغ الفتح 43 نقطة بعد تعادله مع الأهلي 29 نقطة في لقاء مثير زاخر بالأهداف تقاسم فيه الفريقان تسجيل ستة أهداف مساء أول أمس الأحد على ملعب الشرائع. والنصر صاحب المركز الرابع بـ 31 نقطة وخلفه الأهلي يترقب تعثره يعرف أن أي تفريط في نقاط المباراة سيدخله في حالة من القلق تهدد سعيه الحثيث لبلوغ المركز الرابع وضمان المشاركة في بطولة أبطال آسيا للموسم المقبل على أمل أن يكون بطل كأس الملك للأبطال من بين الأربعة الأوائل في الدوري. من هنا يجوز القول إن ديربي العاصمة الكبير ليس 3 نقاط فقط، بل فيه منافع أخرى للفائز لضمان تعزيز مسيرته نحو بلوغ هدفه وللخاسر حسابات متعبة قد تجعله ينتظر الاستفادة من نتائج الآخرين لتعزيز حظوظه وخاصة للهلال الأكثر حرجاً لو خسر. وقمة الرياض هي مركز الثقل في الجولة الثامنة عشرة من دوري زين من حيث الاهتمام الجماهيري والتنافس الحاد بين الجارين بالإضافة إلى الوزن الفني والاسمي للناديين الكبيرين. وسيرمي النصر بكل ثقله الفني الساطع هذا الموسم لوضع حد للتفوق الهلالي في السنوات الأخيرة لانتزاع الثلاث نقاط من غريمه وإضعاف آماله وإبقائه رهن حسابات صعبة لتحقيق هدفه بالفوز بلقب الدوري. وفي المقابل سيسعى الهلال لتأكيد تفوقه الميداني على النصر بفرض سيطرته على اللقاء من البداية بغية تسجيل هدف مبكر يربك خطوط خصمه ويحيد جماهيره ويساعده على تكييف مسافات الملعب لصالحه كما جرت العادة في معظم خطط الهلال الفنية متى ما نجح في تسجيل هدف السبق في مثل هذه اللقاءات الجماهيرية. يبقى القول إن إخضاع اللقاء للعمليات الحسابية الرقمية والرسم الفني في ما مضى من لقاءات في النصف الثاني من الدوري يؤشر إلى توازن في القوى بين الفريقين وقد دعما صفوفهما بلاعبين جدداً في الفترة الشتوية. لكن مهما كان ميزان القوى الفني متعادلا أو مائلا مع فريق دون آخر إلا أن التاريخ والتنافس التقليدي والإعلامي أيضا بعد دخول مواقع التواصل الاجتماعي على خط التنافس في تسخين اللقاء بين الفريقين يصعب على المراقب إخضاع الجانب الفني للتقييم الذي يمكن من خلاله في اللقاءات العادية ترجيح كفة فريق على آخر وفق معطيات فنية ومؤشرات رقمية ملموسة. وهذا يعني أن المؤثرات الفنية داخل الملعب والهيبة الجماهيرية الكثيفة المتوقع زحفها إلى الملعب بالإضافة إلى مؤثرات التحفيز والتهبيط الخارجية ستلقي بظلالها على أجواء اللقاء المتوقع أن يكون محكوما ومقيدا بخطط مدربين تفرض على اللاعبين التحرك وفق وظائف محددة مرسومة لهم. والمدربان يدركان الأهمية الجماهيرية للقاء الديربي وسيسعيان لكسب النتيجة لكسب الرضا العام للجماهير باللجوء إلى خطط متحفظة مخافة من الخسارة وتداعياتها على القادم من اللقاءات التي هي الأخرى هامة جدا وتتطلب وقودا معنويا محفزا خير من يغذيه الفوز في ديربي جماهيري. واللقاء قد يكون الأصعب للفريقين بحسب خارطة ترتيب الدوري الأخيرة والنتيجة السلبية ستكون مؤثرة في مسيرة كل منهما نحو هدفه ومن هنا وعلى الأرجح أن اللقاء سيكون مغلقاً فنياً وبحسابات مدربين مع استبعاد مغامرة أي من المدربين بفتح الملعب لخطورة هدافي الفريقين في الهلال والنصر. وتبقى إشارة إلى أن الأنظار في هذه الجولة لن يسرقها بريق ديربي العاصمة بين الناديين الجماهيريين الكبيرين خاصة وأن جماهير الهلال تحديدا ستكون حاضرة بقلوبها من أجل فريقها وليس من أجل الشباب في اللقاء الهام جدا لمتصدر الدوري فريق الفتح مع الشباب بعد غد الخميس في الهفوف وما عداها من لقاءات دون ذلك من الاهتمام الإعلامي والجماهيري.