|


محمد السلوم
صعوبة التكهن بـ(مقص خليجي21)
2013-01-03

على الرغم من وقوع منتخبنا ضمن قائمة أقوى المرشحين للفوز بخليجي 21 التي ستنطلق بعد غد السبت في البحرين إلا أنه من الصعوبة القول مبكراً إن البطولة ستكون محصورة بين فريقين أو ثلاثة كما كان فيما مضى من الزمان. والمنتخبات الثمانية المتنافسة وهي في المجموعة الأولى: البحرين وعمان وقطر والإمارات. وفي الثانية: السعودية والعراق واليمن والكويت تكاد وفق ما شوهد منها في لقاءاتها الأخيرة الودية وفي بطولة غرب آسيا تكاد أن تكون قريبة في مستواها مع استثناء اليمن الحلقة الأضعف في البطولة. وتقارب المستوى بين سبعة منتخبات يصعب التنبوء المبكر وإن كان الأخضر السعودي بفريقه الأول هو الأكثر غموضاً لعدم خوضه أية لقاءات ودية قبل البطولة ولعل غموضه يعزز حظوظه في البطولة مما يعني أن بوابة الفوز ببطولة خليجي 21 مفتوحة أمام سبعة منتخبات وعسيرة على منتخب اليمن لفارق الإمكانات الفنية. ومن هنا يصعب التكهن في المجموعتين من سيتأهل لمقص خليجي 21 وهما الأول والثاني من كل مجموعة إذ سيلعب الأول مع الثاني من المجموعة الأخرى بطريقة المقص على خروج المغلوب ليتأهل الفائزان إلى النهائي. ويبقى الانتظار والترقب المشوب بالغموض عما سيفعله منتخبنا الوطني في المنامة بعد الإخفاقات التي لازمته فيما مضى من مسابقات قارية ودولية بل وإقليمية رغم حلوله في الأربع سنوات الأخيرة وصيفاً لعمان بطل خليجي 19 في مسقط وللكويت بطل خليجي 20 في عدن. ومصدر الغموض الذي يكتنف مسيرة منتخبنا في البطولة ناتج من جراء عدم ثباته على تشكيلة مميزة إلى درجة أن باب المنتخب أصبح مشرعاً لكل اللاعبين بما فيهم من يجلس على دكة الاحتياط في ناديه ومنهم من الأرشيف الذي أعيد بمكالمة هاتفية (توسلية) من المدرب. هكذا كان ديدن عمل المدرب الهولندي ريكاد خلال أكثر من عام مضى على تدريبه حتى زرع حالة من الشعور السلبي لدي محبي الأخضر أن منتخباً يدار بتلك الطريقة لا يمكن أن يصل إلى حالة فنية تؤسس لبناء منتخب قوي منسجم لمواجهة الاستحقاقات القادمة آسيوياً وعالمياً بعد أن حوله ريكارد إلى معمل تجارب من كثرة الداخلين والخارجين. وحتى الآن لا أحد يعرف التشكيلة الأساسية التي يفترض أن تضم أفضل اللاعبين في كل مركز رغم أن غالبية الجماهير تستطيع أن تحدد ذلك من واقع معرفتها الدقيقة بإمكانات كل لاعب، وكنت في مقال سابق قد عرضت ما أرى أنها أفضل تشكيلة أساسية للأخضر تضم أفضل الأسماء التي يمكن المراهنة عليها، لكن تشكيلتي ستبقى على ورق الجريدة ومن يحدد التشكيلة على أرض الملعب هو ريكارد. ولعل ريكارد الذي حيّر الكثير من المراقبين في فهم إسترتيجيته وعلى أي خط يسير في إعداد المنتخب يفاجئنا في المنامة بأنه على صواب وما عداه في حكم المجتهدين. والواضح أن ريكارد بدأ يحس متأخرا بتململ الجماهير والإعلام من طريقته وظهر ذلك خلال آخر حديث إعلامي له في معسكر المنتخب وبدا متظاهرا من كلامه أنه لا يكترث لكل ما قيل ونشر وحاول أن يظهر بشخصية المدرب الواثق من عمله. لكنه لم يخف قلقه على مستقبله التدريبي عندما خاطب الجماهير بلغة هي أقرب للاستجداء مطالباً إياها بدعم المنتخب وتحفيز لاعبيه لتقديم عطاء في البطولة وأخشى (لا قدر الله) أنه بعد فشله في خليجي 21 يخرج علينا ويقول إن الجماهير هي السبب لأنها لم تأت من الشرقية القريبة من البحرين لدعم المنتخب. يبقى القول إن الذهاب إلى المنامة (غيابياً) دون لقاء تجريبي حتى مع أحد أندية الشرقية مقر معسكر المنتخب يؤشر إلى أن ثمة أمر ما في الانتظار نأمل أن يكون إيجابياً وأن لريكارد مآرب أخرى تخدم خططه في البطولة. ولقاء منتخبنا يوم الأحد مع المنتخب العراقي هو ثاني اختبار جدي للمدرب ريكاد بعد فشله في الاختبار الآسيوي في أستراليا ونجم عنه ثمن باهظ بخروج الأخضر من تصفيات كأس العام في البرازيل عام 2014 والأمل في نجوم منتخبنا في إعادة الأمجاد وأن الكرة السعودية وإن خفت ضوئها قادرة على السطوع والظهور مجدداً.