لم يبق في مسابقة كأس ولي العهد من الفرق الكبيرة جماهيرياً وفنياً سوى النصر والهلال اللذين بلغا دور الأربعة مع الفريقين الجامحين الرائد والفيصلي بعد خروج الشباب والاتحاد والأهلي والاتفاق وآخر الكبار الخارجين من المنافسة متصدر دوري زين الفريق الفتحاوي. والرائد والفيصلي في مواجهتهما الأول مع النصر والثاني مع الهلال أمام الفرصة المستحيلة لبلوغ أي منهما أو كلاهما نهائي كأس ولي العهد ليس لاعتبارات فنية فحسب بل لأنهما سيقابلان فريقين كل منهما له رؤية مختلفة في أهمية هذه البطولة. فالنصر يريد الكأس للعودة إلى الذهب مجددا بعد غياب طويل عن البطولات المحلية، والهلال يريد تأكيد ارتباطه الموسمي للعام الخامس على التوالي بهذه البطولة وأن فك ارتباطه معها عسير على كل من يحاول ذلك. وهو ما أظهره الفريق الأزرق في لقائه مع الفتح الذي سبقته توقعات من أن نموذجي الأحساء سيواصل سطوته ويخرج الهلال من المسابقة لكن ملعب الهفوف في ختام لقاءات دور الثمانية مساء أول أمس الأحد شهد أداء هلاليا راقيا توج بهدفين. ويؤشر فوز الهلال على أنه إنذار للآخرين من أنه لا أحد قادر على الوقوف في طريقه لمنعه من مواصلة تخصصه السنوي بالفوز بهده البطولة حتى لو كان الفتح متصدر الدوري وهو الفريق الوحيد الذي أذاق الهلال هزيمتين في دوري زين. وأمام محفزات كأس ولي العهد لقطبي العاصمة بالإضافة إلى التفوق الفني لهما مقارنة بالرائد والفيصلي، وأمام مثل هذه المعطيات التي تشابكت فيها المؤشرات الفنية مع تطلعات الفريقين يجوز القول إن النصر والهلال هما طرفا النهائي المنتظر. ومع التسليم بأن كرة القدم عطاء وجهد في الملعب إلا أنه لا قبل للناديين من أندية ما دون الوسط في دوري زين وهما الرائد والفيصلي بالعبور إلى النهائي على حساب أي من الكبيرين الشديدي اللهفة لذهب المسابقة. يبقى القول إن نجاح النصر والهلال في الاستمرار في المسابقة حافظ على وهجها فنياً وإعلامياً والحديث قد بدأ من الآن تحسباً لموقعة نهائية مثيرة هي في حكم المؤكدة بين الفريقين وإن فعلا الرائد والفيصلي شيئاً لم يكن في الحسبان فقد أضافا إثارة من نوع آخر. وتبقى إشارة إلى أن مسابقة كأس ولي العهد مثلها مثل بقية مسابقات رابطة دوري المحترفين ما إن تبلغ جودة الأداء حدا مرتفعا من الأداء الفني والإثارة الجاذبة للجماهير إلا ويأتي توقف هو أشبه بسكب الماء البارد على حماس اللاعبين والجماهير. ولعل الاتحاد السعودي لكرة القدم بهيئته المنتخبة يجد علاجاً ناجعاً لسلبيات التوقفات نحو الوصول إلى روزنامة مسابقات مثالية كتلك المعمول بها في الدول المتقدمة تنظيمياً. وحل إشكال من هذا النوع يتكرر سنوياً له فوائد كثيرة على المستوى الفني للأندية السعودية وكذلك في الجانب الاستثماري بعد اتضاح الرؤية التنظيمية الكاملة للمسابقات المحلية. وبقاء الوضع على حاله لا يخدم سوق الاحتراف الرياضي بشقيه الفني والاستثماري فالكثير من الشركات الكبرى تبني خططها التسويقية وفق جدولة محددة، وفي غياب الجدولة المنظمة والمحددة بتواريخ ثابتة للمسابقات يبقى الإغراء ضعيفاً لدخول شرائح أخرى من الشركات سوق الاستثمار الرياضي.