من سيصوت اليوم من أعضاء الجمعية العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم الـ 63 في الاقتراع الذي سيجرى اليوم الخميس لاختيار رئيس للاتحاد السعودي من بين المرشحين الاثنين أحمد عيد وخالد المعمر هم في الغالب من جماعة التصويت على الألوان، وتلك حقيقة ومن يجادل فيها سيصنف أنه من عشاق الضبابية على حساب الشفافية. وهذا يعني أن الميول الكروية ستكون سيدة الموقف والحسم، وكلا المرشحين ميولهما معروفة، وميول من سيصوت لهما ومن يتعاطف معهما من الألوان الأخرى وفي انتظار من ينتصر اليوم مرشح (الفرع والأصل التابع له) وبقية الأتباع أم مرشح الألوان المتعددة. وإذا سلمنا بكفاءة المرشحين عيد والمعمر وأن أياً منهما قادر على قيادة كرة القدم السعودية نحو الأفضل إلا أنك لاتسطيع إقناع شريحة كبيرة من الجماهيرالرياضية الذين يراقبون الحدث اليوم كمتفرجين أن الاختيار تم على أساس العطاء وأن الناخبين الـ 63 ـ فقط ـ صوتوا عن قناعة شخصية وليس لميولهم الرياضية دخل في تعزيز كفة مرشح على الآخر. وهذه الشريحة الكبيرة من الجماهير لا تلام في قناعاتها، فالغالبية العظمى من أعضاء الجمعية بلغوها بالتزكية إن لم أقل التعيين من أنديتهم وجهات أخرى مما يعني أنهم أشبه بمندوبين عن أنديتهم في اختيار المرشح ولا يتمتعون باستقلالية قراراتهم. ومن يفهم تركيبة المجتمع الرياضي السعودي بحساسيته يميل إلى الاعتقاد بأن التصويت سيكون ملوناً وعاطفياً وأن عرض المرشحين لبرامجهما على الرأي العام الرياضي ماهو إلى شكل من أشكال الديكور الانتخابي في بلد حديث على مثل هذه التجارب الديمقراطية. وهذا يعني أن (ديمقراطية) الولاء للألوان مقدمة على العطاء وهو الذي سيحدث في اقتراع اليوم، ولن يصفق بعد إعلان النتيجة أنصارالمرشح الخاسر من الجماهير الرياضية التي ستتابع الحدث لنتيجة فوز المرشح المنافس حتى من أعضاء الجمعية وإن صفقوا فهم يعرفون أنه لا خيار غير التصفيق للتظاهر بالروح الرياضية. يبقى القول وقد انتهى التنظير الانتخابي للمرشحين الاثنين والفائز سيعرف اليوم والعمل قد بدأ فعلياًَ للفائز وأمامه ملفات لا تخلو من (الالتهاب الفيروسي) في جميع مفاصل الاتحاد من شكل آلية احترافه وبمنتخباته الكروية وبلجانه ولوائحه وحكامه وروزنامة مسابقاته وملاعبه ومتاعب الأندية في استلام حقوقها المالية، وغير ذلك من الملفات الملتهبة المفتوحة. ومن يؤسس لتخطيط علمي مدروس لمعالجة ناجحة لقضايا عالقة فقد سلك الطريق الممهد لبلوغ الهدف وإن جلس على الكرسي واهتم بالقشورعلى حساب اللب فإن الأخطاء الماضية ستتكرر لاحقاً لا محالة إن لم تعالج الأسباب رغم قوة عضلات اللوائح على الورق. فاللوائح هي مجرد حروف وأرقام على ورق ولا قيمة لمنطوقها ونصها وروحها إذا لم تكن تحت تصرف من يقدر ثقل الأمانة التي أوكلت له بتطبيقها بهدف واحد غير قابل للتجزئة. وهذا الهدف الواحد هو العدالة ولا غير العدالة في التطبيق، وهو مبتغى كل الأندية (الطبيعية) وجماهيرها بمعنى لا فضل لفريق على فريق إلا في ميزان العدالة، وهي التي تعطي كل ذي حق حقه. ولن يتحقق ذلك الهدف السهل التطبيق إلا بعد أن يتم إجراء عملية غربلة واسعة النطاق في اللجان وفي كل مفاصل الاتحاد لضمان سير حركة المنظومة الكروية في أجواء صحية. وعند ذلك نستطع القول إننا ودعنا عصر الاجتهاد وعبرنا إلى عصر الإنتاج المدروس الذي يقود إلى النجاح.