|


محمد السلوم
(الثمانية) للنصر سالكة وللفتح وعرة
2012-12-04

فريق الحد البحريني في لقائه مساء غد على أرضه في المنامة ضمن إياب بطولة كأس الاتحاد العربي لكرة القدم في وضع صعب جدا ولا فرص أمامه لبلوغ دور الثمانية غير الفوز على النصر بأربعة أهداف بيضاء لكسر ثلاثية الرياض النظيفة. وفريق الفتح السعودي الذي خسر في الكويت بثلاثة أهداف مقابل هدفين أفضل حالاً في الإياب من الحد حين يلتقي العربي الكويتي في الهفوف مساء غد وليس أمامه للتأهل إلى دور الثمانية غير الفوزعلى العربي الكويتي وليس هناك أفضل من الأهداف البيضاء وأي هدف يلج مرماه سيعقد مهمة تأهله. وجماهير العالمي والنموذجي تترقب النتيجة بتفاؤل للأول، وحذر يخيم على أنصار الثاني، ففي الجانب النصراوي هناك ثقة في التفاؤل على أن فريقهم وضع قدمه في دور الثمانية على اعتبار أن فريق الحد البحريني الذي خسر في الرياض بثلاثية نظيفة قد قضي أمره وأصبح خارج المنافسة لاستحالة كسره النتيجة. صحيح أن النصر نظريا وحسابيا بات على أعتاب دور الثمانية وللمتفائلين سبب منطقي لتفاؤلهم لكن كرة القدم لا تخلو من مفاجآت وأحداث لقاء إياب النصر مع الوصل في دبي عام 2009 في (الخليجية) المعروفة بـ (أحداث ملعب زعبيل) حاضرة في الذاكرة النصراوية عندما ذهب إلى دبي متكئاً على ثلاثية الذهاب وعاد خاسرا النتيجة والتأهل. وفريق الحد البحريني الذي يوصف بالمغمور وإن كان كذلك من حيث الاسم خارج البحرين فهو ناد مكافح في بلاده ويقع ضمن قائمة المتصدرين في الدوري ويريد في أول مشاركة خارجية له أن يضع له بصمة على خريطة الكرة العربية. ويسجل لفريق الحد أنه لعب بتنظيم محكم أمام النصر في الرياض ولو بقي عليه دون اندفاع إلى الأمام بعد هدف ضربة الجزاء النصراوية في العشرين دقيقة الأخيرة من المباراة لما وصلت النتيجة إلى ثلاثة ومعها تعقدت فرص كسر هذا الرقم للمرور إلى الدور التالي. وعلى الأرجح أنه سيلعب بنفس الأسلوب في المنامة معتمدا على على إغلاق المنطقة بكثافة دفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة لمنع النصر من هزيمته على أرضه والخروج متعادلاً أو سرقة هدف معنوي يضيف له بعداً إعلامياً في مشاركته الأولى خارج الديار. وأمام النصر هو الذي عرف أسلوب الفريق البحريني خيارات عدة لكسر التحصينات الدفاعية المتوقعة بتنويع أساليب الغزو من الأطراف وعبر الكرات البينية من العمق ومن خلال التسديد القوي من خارج المنطقة للعودة إلى الرياض فائزين ومتأهلين لدور الثمانية، وفي ذلك تعميق معنوي لمخزون ثقافة الانتصارات لدى اللاعبين التي نمت بشكل ملحوظ خلال الموسم الكروي الحالي. والفتح الذي واجه ظروف نقص فنية في الكويت بعد طرد الحكم للاعب فتحاوي في الشوط الأول واستفاد منه فريق العربي الكويتي بالتغلب عليه قادر إياباً في الهفوف وهو مكتمل الصفوف على ضرب العربي الذي ألحق به الهزيمة الأولى هذا الموسم وهو ماعجزت عنه كل الأندية السعودية في دوري زين. وفنياً الفتح مؤهل رغم وعورة العبور لدور الثمانية متى ما نجح في التعامل مع العربي كما تعامل مع الأندية السعودية الكبيرة التي قابلها وتغلب عليها، وهدف واحد كفيل بنقله إلى دور الثمانية شريطة المحافظه عليه وستتحول ظروف المباراة لصالح العربي متى ما نجح في التسجيل، وفي هذه الحالة ستتعقد مهمة الفتح في التعويض. يبقى القول وبالمختصر المفيد: إن خطوط دور الثمانية للنصر سالكة، وللفتح وعرة، مما يتطلب من الفريقين السعوديين للأول تعزيز مكاسب الذهاب بالفوز مقروناً بالتعامل بجدية مع فريق الحد البحريني على أرضه لحسم النتيجة دون الاتكاء على مكاسب الذهاب، وللفتح بذل المزيد من الجهد وهو يقابل العربي الكويتي في ظروف أفضل لتعويض خسارة الذهاب التي يمكن القول عنها مجازاً إنها خسارة إيجابية أبقت حظوظه قائمة لبلوغ دور الثمانية.