الأهلي بشعاره الأخضر الدال على النمو كما هو في مؤشرات البورصات المالية لم يعد أخضر في مؤشراته كما كان خلال الموسمين الكرويين الماضيين اللذين شهد فيهما الأهلي نقلة نوعية إدارية وفنية نقلت الفريق من مرحلة المشاركة بالمحاولات إلى مرحلة المشاركة بتحقيق الإنجازات في المنافسات المحلية والقارية. ويجوز القول عن الفريق الأخضر والظروف السلبية تداعت عليه بأنه الأهلي الأحمر بمؤشراته السلبية الحمراء في دوري زين التي أفقدته 12 نقطة في أربعة لقاءات على التوالي مما يعني أن خطباً ما حل بالفريق ليبلغ هذه المرحلة المنحدرة في المستوى والنتائج. وسيكون الأهلي محظوظاً وهو في مثل هذه الظروف لو تجاوز اللقاء الجماهيري المنتظر مساء غد على أرض ملعب الشرائع وتمكن من الفوز على الاتحاد لتفادي تداعيات إضافية وهو فوز لو تحقق سيخفف على الإدارة واللاعبين الضغط الجماهيري وقد يكون ترياقاً للوضع الفني والنفسي. والأهلي يواجه منافسة الاتحاد العنيد في ديربي المنطقة الغربية ضمن مؤجلات الدور الأول من دوري زين في لقاء هو بمثابه اختبار جدي للأخضر ومدى قدرته على الشفاء بطعم الفوز على منافسه وتجاوز ظروفه الصعبة. وتترقب جماهير الاتحاد اللقاء بتفاؤل كبير يبلغ حد اليقين بإلحاق الهزيمة بالأهلي بعد أن أصبحت نقاط مبارياته أشبه بالغنائم مهيأة لكل من يقابله وتراها فرصة مواتية لرد الاعتبار لإخراج فريقها من (الآسيوية). في حين يسود القلق الشديد أواسط جماهيرالأهلي مخافة من استمرار مسلسل الهزائم المتتالية والهزيمة السادسة إن حلت من الاتحاد المنافس التقليدي ستكون في حكم الصعبة والقوية على معنويات الفريق المتداعية وجماهيره. والارتداد الأهلاوي السلبي في مستواه الفني بدأت أعراض مؤشرات مرضه في الظهوراعتبارا من هزيمته الأولى من نجران والثانية من أولسان الكوري في نهائي آسيا والثالثة من التعاون والرابعة الرباعية الهلالية في الرياض ليوقع الاتفاق على الهزيمة الخامسة بتقرير صادر من ملعب الشرائع يؤكد بلوغ المرض مرحلة مؤثرة في اضطراب مفاصل ومعنويات الفريق الأهلاوي. ولقاء الغد تتشابه فيه ظروف الفريقين من حيث تردي الوضع الفني وإن كان الاتحاد أفضل معنوياً فقط ببركة هدف الدقيقة 93 في آخر لقاءاته مع الشعلة الفريق الجديد على دوري زين والذي كاد أن يعصف بالاتحاد على أرضه في جدة. وعلى الرغم من تفاؤل جماهير الاتحاد المفرط بالفوز وخوف جماهير الأهلي من هزيمة سادسة في الدوري إلا أن اللقاءات التنافسية التقليدية مفتوحة على كافة الاحتمالات، فقد يغيب الحضور الفني لأي من الفريقين، وقد يحضر، وقد يفوز الأسوأ فنياً ويخسر الأحسن، لكن الثابت في مثل هذه اللقاءات أن الحماس المدعوم بكثافة جماهيرية من الفريقين سيكون موجودا. وإذا بلغ التفاؤل المفرط الملاحظ على الجماهير الاتحادية رؤوس لاعبي الاتحاد بأن منافسهم الأهلي في وضع غير قادر فيه للدفاع عن نفسه مع الفرق الصغيرة والكبيرة فنياً على حد سواء فقد يكون بمثابة مخدر يصب في مصلحة الفريق الأخضر الذي من المؤكد أنه يعتبر لقاء الغد مفصلياً لتصحيح مساره. وقد يشهد اللقاء صحوة أهلاوية كما هو حال الفرق الكبيرة تعيده إلى الواجهة الفنية من جديد على حساب الاتحاد وهو ما يحتاجه الأهلي لتسريع عملية شفائه وتخلصه من الدوامة النفسية التي يحتاج الخروج منها إلى صدمة معنوية بحجم الفوزعلى المنافس التقليدي. يبقى القول والوضع الأهلاوي المتردي يتصدر المشهد الإعلامي الرياضي إن وضع مثل هذا يمر به الراقي يحتاج إلى معالجة وحكمة كحكمة الطبيب المتمرس في تشخيص الداء بالبدء أولاً في البحث في الأسباب قبل القفز إلى النتائج للوصول إلى الداء وتحديد الدواء. وتوزيع التهم على الجهازين الإداري والفني واللاعبين من الغاضبين على الأداء سيزيد من الضغط على اللاعبين وربما يقوض الجهود المبذولة لعودة الفريق إلى توازنه الفني والنفسي.