عصفت النتائج الكروية السلبية بالأهلي والاتفاق في دوري زين وأحدثت الخسائر المتالية -غير المتوقعة- لهما غضباً من جماهيرهما وخاصة جماهير الأهلي التي فاجأها هبوط أداء فريقها المخيف وهي التي سبق وأن تغنت بأدائه واطمأنت على أنه يسير في الاتجاه الصاعد. وفي الجانب الاتفاقي مساحة الغضب تزداد منذ بداية الموسم، والعيوب الفنية تتسع شقوقها وصدمة الخروج من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي في دوري الأربعة كانت هي الأعنف على جماهيره وهو الفريق الذي كان مرشحاً لها. وفي ظل ظروف فنية منحدرة وضغوط جماهيرية تتزايد كتب على الفريقين الجريحين أن يلتقيا مساء غدٍ على ملعب الشرائع (20 كيلاً شرق مكة المكرمة) ونتيجة اللقاء إيجابياً لأي منهما ستخفف من ألم الجروح المتتالية. ويجوز القول إن الأهلي والاتفاق في (عيادة الشرائع) وجماهيرهما على موعد أشبه بموعد العيادة الطبية أكثر منه في ملعب كروي حين يخضع الفريقان الأخضران على مدى تسعين دقيقة لفحص مفاصلهما في ملعب الشرائع البديل لملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة الذي يخضع لأعمال توسعة تمتد لما يقارب العام. قد نجد للاتفاق سبباً في الإنحدار الذي حل به منذ بداية الموسم الكروي نتيجة عوامل فنية أبرزها فقدانه لخدمات مهاجمه الخطير الأرجنتيني تيجالي ومدافعه سياف البيشي اللذين انتقالا إلى الشباب بالإضافة إلى حركة التعاقد والإلغاء مع مدربين. وساهمت المستجدات في إضعاف التركيبة الفنية الاتفاقية وأحدثت نوعاً من الفراغ الفني في صفوف الفريق أدى إلى حالة من فقدان التوازن والنقاط على المستوى المحلي والآسيوي وأفضت بتدحرج الفريق إلى مركز لا يليق بفارس الدهناء. لكن في المقابل لا تفسير في الارتداد السلبي لمستوى الأهلي وهو الفريق المستقر إدارياً وفنياً غير التراخي الذي أصاب لاعبيه وربما يكون للإجهاد دور في ذلك نتيجة مشاركة الفريق في ماراثون آسيوي قابل خلاله فرقاً قوية استنزفت الكثير من طاقة لاعبيه. ومعلوم أن الفريق الأهلاوي الذي قدم أفضل العروض في الموسمين الماضيين توجها بواصفة الدوري ونيل لقب كأس الملك للأبطال مرتين، وبلوغ نهائي آسيا تعرض لثلاث خسائر متتالية اثنتان منها من نجران والتعاون وهما فريقان سقف تطلعاتهما البقاء في دوري زين والهرب من شبح الهبوط، وجاءت الهزيمة الثالثة المدوية من الهلال في الرياض برباعية لتضع إدارة الأهلي والجهاز الفني واللاعبين في حرج كبير أمام جماهيره. يبقى القول إنه لا علاج للخروج من الحرج لإدارتي الفريقين وللاعبين والجهاز الفني أمام جماهيرهما غير النتائج الإيجابية المنتظرة على أرض الملعب وملعب الشرائع سيكون بمثابة الجرعة الأولى من الدواء لأي من الفريقين وخسارة أي منهما تعني ضربة معنوية ستترك خللاً في جسم الفريق يبطئ من علاج الجروح. صحيح أن الوقت لا يزال مبكراً وفرص التعويض قائمة للفريقين وخاصة الأهلي بترتيبه العاشر بـ11 نقطة في سلم الدوري من ثمانية لقاءات وبقي له أربع لقاءات مؤجلة الفوز فيها سيعيده إلى قائمة المتصدرين في حين الاتفاق بترتيبه السابع بـ18 نقطة من 12 مباراة وبقي له لقاء وحيد مؤجل يبقيه رهينة في انتظار خدمة الآخرين لتعزيز حظوظه في المنافسة. وإن لم يحدث جديد فني على أداء الأهلي والاتفاق في القادم من اللقاءات يعني أنهما باتا في وضع صعب يضعف حظوظهما في المنافسة على المراكز الأربعة الأولى التي تؤهل للمشاركة آسيوياً.