يسيطر لقاء الهلال والأهلي مساء الغد في الرياض في الجولة الثالثة عشرة والأخيرة من القسم الأول لدوري زين للمحترفين على اهتمامات الجماهير على اعتبار أنه لقاء يجمع ناديين جماهيريين بينهما تاريخ طويل من المنافسة مطبوع على خارطة المنافسات الكروية السعودية. والهلال يدخل اللقاء وفي ذهنه حسابات عدة أولها هاجس الصدارة وثانيها تداعيات انتقال لاعبه السابق أسامة هوساوي للأهلي وهم الذين قالوا إنه عائد لهم بعد احترافه الخارجي القصير في بلجيكا وثالثها تأكيد قدرته (المحلية) في التغلب على أندية المنطقة الغربية. ورابعها إداري وهو أخطرها على مستقبل الكيان الهلالي مخافة من هزيمة تتشابك فيها تداعيات الخروج من (الآسيوية) والتخبطات الإدارية في التفريط في نجوم كبار وخطر مغادرة آخرين إذا تمسكت الإدارة (مكابرة) بسقف محدد لتجديد عقود لاعبيها. وإجراء هلالي من هذا النوع يتجاهل قانون السوق القائم على قاعدة العرض والطلب وسط سوق ينتظر الفرص السانحة لخطف النجوم مما يعني أن قانون السوق لن يرحم الهلال أو غيره و(حكاية ولدنا لنا.. وأبي الهلال) باتت من الماضي. في حين أن الأهلي وصيف بطل القارة الآسيوية والعائد من ماراثون آسيوي طويل يسعى إلى تعويض إخفاقاته المحلية السابقة وآخرها خسارته من التعاون السبت الفائت في محاولة منه للحاق بأندية الصدارة خاصة وأن له خمسة لقاءات مؤجلة الفوز فيها كفيل بوضع الوصيف القاري في المكان الذي يتناسب ووزنه الفني والاسمي الكبيرين. وكلاسيكو الهلال والأهلي في الرياض رغم أهميته إلا أنه ليس بالضرورة أن يطلق عليه مركز الثقل في الجولة الثالثة عشرة فهناك لقاء هام في الهفوف يجمع الفتح مع الاتفاق ويقع في دائرة اهتمام الجماهير السعودية فرضته المعطيات الإيجابية على أرض الملاعب وبتوقيع فريق الفتح نموذج الأحساء المبهر بمستواه ونتائجه الصاعقة لكل من يقابله كبيرا أو دون ذلك. والأنظار بعيون وقلوب ملؤها الإعجاب تنظر للقاء الفتح والاتفاق في الهفوف على أنه الأهم في الجولة 13 كونه يجمع فريق الفتح المتصدر بلا هزيمة والصاعد بقوه لانتزاع سيادة الكورة في المنطقة الشرقية من ضيفه الاتفاق الوجه اللامع في الكرة الشرقاوية والملقب بفارس الدهناء. ويتهيأ الفتح للتعامل مع الاتفاق كما تعامل مع هوامير الكرة السعودية من قبل بدءا بتعادله مع النصر وفوزه على الهلال والشباب والاتحاد ليتبقى له في معركة (تركيع) الكبار على الطريقة الفتحاوية كل من الاتفاق (ليلة الغد) والأهلي (مؤجل من جولة سابقة) ليكمل بذلك غنائمه في البطش بالكبار وتجريدهم من نقاط المباراة. والمؤشرات الفنية تنبئ بأن الفتح هو الأقرب للفوز ومواصلة صدارة الدوري ليكون بطلا للشتاء كما يطلق في العادة على نهاية القسم الأول من الدوري وقد يكون للاتفاق رأي آخر في إلحاق الهزيمة الأولى بالفتح ليعيد ترتيب خارطة الصدارة. والاتفاق ليس أمامه للاحتفاظ بهيبته الكبيرة في منطقته إلا الفوز على منافسه التقليدي الجديد على زعامة المنطقة الشرقية بعد هبوط القادسية للدرجة الأولى وبقاء النهضة في سبات عميق مع أندية الظل متنقلا بين الدرجتين الأولى والثانية. والفتح الخطير بجماعيته وانضباط مجموعته الفنية واستقرار أحواله الفنية والإدارية تعود من خلال أسلوبه في التعاطي الفني مع اللقاءات على توظيف ظروف الخصم لصالحه وينتظر أن يستفيد معنويا من ظروف الاتفاق الجريح الذي أعاده النصر بثلاثية في الدمام إلى سيرته الأولى مع بداية الموسم الكروي متعثرا بعد انطلاقة سريعة في الأربع جولات الماضية. يبقى القول إن الجماهير الرياضية على موعد مع أمسية مثيرة بما فيها اللقاء شبه المنسي بين الوحدة في مكة والتعاون وهي الفرصة الأخيرة للوحدة لتجاوز نقطته اليتيمة التي وضعته مغردا خارج السرب في أسفل القائمة. وأوضاع فريق الوحدة المتدهورة إداريا وفنيا تتطلب صحوة من أهل مكة، فالكيان الوحداوي ملك لجماهيره وليس أسيرا في أيدي فشلت في إنقاذه وكذبت بوعودها في دعمه وهاو بنتائجه السلبية يواجهه خطر محدق بالعودة للدرجة الأولى من جديد إذا لم تعالج أوضاعه الفنية والإدارية. وتصحيح المسار في القسم الثاني من الدوري بدعم الفريق ماليا وفنيا كفيل بفتح بوابة الأمل بالبقاء وهو الذي يستحق بتاريخه العريق أن يكون من المنافسين على الصدارة وليس من المنافسين للهرب من الهبوط.