|


محمد السلوم
الأرجنتين (يلمع) الأخضر إعلامياً
2012-11-13

لقاء منتخبنا غدا مع منتخب الأرجنتين بقيادة النجم الخارق ميسي على أرض ملعب الملك فهد بالرياض هو لقاء يمكن القول عنه إن منتخب الأرجنتين الشهير سيلمع الأخضر إعلاميا، أي أنه لقاء إعلامي أكثر بكثير منه أن يكون لقاء فنياً فلا مجال للمقارنة الفنية والاسمية بين المنتخبين ومكاسبه أنه سيضع منتخبنا في دائرة الإعلام حول العالم. ولتلخيص الفارق الفني بين المنتخبين بلغة الأرقام فإن منتخب الأرجنتين ثالث أفضل منتخب في العالم ومنتخبنا في الترتيب 112 بين منتخبات العالم حسب تصنيف (فيفا) الأخير مما يدفع إلى القول بعدم جدوى هذا النهج (الجمبازي) الذي يفتقد إلى التحضير المتدرج لقياس مدى التحسن في البناء والتحضير. ولن أقول إن الرقم 113 وهو التصنيف السابق لمنتخبنا يمكن اعتباره نقطة ارتكاز انطلق منها للتصحيح وأن الأشهر القادمة ستشهد عملية تصحيح قوية يكسر معها حاجز المائة نزولا نحو الأفضل وكل ما في الأمر أن فوزنا على منتخب الكونغو الأفريقي المتواضع حسن نسبياً من تصنيف منتخبنا. وأبدأ مقالي بالأرقام عن لقاء منتخبنا لأنها لا تقبل الحشو الانشائي وهي علامة من علامات الحكم بالدليل على أن منتخبنا يسير في خط متدهور منذ أن تسلمه الهولندي ريكارد قبل عام فلا تشكيلة تضم أفضل العناصرولاهي ثابتة بالعناصر المختارة الذين منهم احتياطيين في أنديتهم. ففي كل مرة أسماء تدخل وتخرج وكأن المدرب حول المنتخب إلى حقل من التجارب الطويلة تعكس ضعفه في الوصول إلى تشكيلة مثالية وفوضى من هذا النوع تدفع إلى الاعتقاد بأن ريكارد إذا كان سيد قراراته في اختيارات اللاعبين يمكن القول هذه قدراته وقناعاته بمن اختار. وظاهرة اختيار الاحتياطيين (الريكاردية) من النادر حدوثها في المنتخبات العالمية التي يختار مدربوها صفوة اللاعبين وريكارد لديه على ما يبدو فلسفة مختلفة وهواية خاصة.. ويا ليته مادامت هذه هوايته (المسكوت عنها) يحتفظ بهم لكنه يستدعيهم ثم يخرجهم ويعيدهم مرة أخرى ثم يخرجهم بعد ساعات من ضمهم دون اكتراث لصدمة الإبعاد السريعة للاعبين. فهو على ما يبدو رأى الوضع العام والدلال الذي أحيط به وعبث كما يريد بعد أن صدق الذين أتوا به أنه مدرب عالمي خارق له تاريخ يشهد له مع برشلونة دون أن يلتفتوا لتاريخه المتواضع ما بعد برشلونة الفريق الخرافي الذي يصنع المدربين مهما كانت إمكاناتهم. وريكارد منذ قدومه لم يضف شيئا لمنتخبنا بل قاده إلى مراكز متأخرة لم يصل لها المنتخب في تاريخه الحديث كما أن اختياراته وتشكيلاته المتعدده غريبة وآخرها التشكيلة التي سيلعب بها مع الأرجنتين. والاستغراب يحيط بجماهير الكرة في كل مرة يعلن ريكارد تشكيلته وهذه المرة خلت من أفضل أربعة لاعبين يلعبون في الدفاع والوسط والهجوم أي أنه جرد المنتخب من لاعبين مؤثرين ومتمكنين في مراكزهم وهم: خالد الغامدي وحسن معاذ وهما أفضل من يلعب في الظهير الأيمن وأحمد الفريدي أفضل صانع ألعاب في ملاعبنا ونايف هزازي أفضل من يتعامل مع الكرة في المرمى وخاصة برأسه. يبقى القول إنه لا مؤشرات على ربيع كروي سعودي في عهد ريكارد وأن الضرورة تتطلب البحث عن بديل ولازلت عند رأي سابق أن الأرجنتيني باوزا هو أفضل الخيارات إن لم يكن البديل مدربا وطنيا يعيد للكرة السعودية توهجها كما عادت بقيادة المدرب القدير خليل الزياني عام 1984 عندما شع اسم الكرة السعودية انطلاقا من سنغافورة. الأهلي الأسرع في العالم وتبقى إشارة خارج الموضوع عن الفريق الأهلاوي وصيف بطل القارة الآسيوية الذي يجوز القول عنه إنه من أسرع الفرق نمواً في العالم.. فخلال عامين فقط وكان قبلها في أسوأ حالاته نجح في تحقيق وصافة الدوري السعودي وتحقيق كأس الملك للأبطال مرتين. وقفز إلى ما هو أبعد ببلوغه نهائي القارة الآسيوية، غير أن خبرته وهيبة الموقف وقوة المنافس أفضت بخسارته النهائي من فريق أولسان الكوري البطل الجديد للقارة الآسيوية والمستقبل ينتظره بعين واسعة خاصة وأن متوسط أعمار لاعبيه لا يتجاوز الـ25 سنة وحري بالإدارة الأهلاوية أن تغلق الملف الآسيوي وتستمر في خطها الصحيح الصاعد لتحقيق المزيد من المكاسب للقلعة الخضراء.