|


محمد السلوم
انتصر أهلي التحضير وسقط (اتحاد التشويش)
2012-11-04

انتصر أهلي التحضير الجيد وسقط اتحاد التشويش الذي شوش على نفسه ويجوز القول إنه بهذا العنوان يمكن اختصار أجواء ما قبل وما بعد اللقاء الذي جمع الأهلي مع الاتحاد في إياب نصف النهائي الآسيوي في ديربي جده الآسيوي يوم الأربعاء الماضي وانتهى بهدفين للأخضر الأهلاوي وتأهله إلى نهائيات البطولة القارية. لقد انشغل الاتحاديون بقضية لاعبهم البرازيلي سوزا وما قيل عن تخاذله أو اشتراطه بدفع حقوقه المالية للمشاركة في مباراة إياب دوري أبطال آسيا وكلام عن مؤامرة أهلاوية ساهمت في رفض اللاعب المشاركة في اللقاء وصولاً -حسب وسائل الإعلام- إلى عودته إلى بلاده البرازيل وتهديده بالشروع برفع شكوى لـ(فيفا) إن لم تصله حقوقه المالية المتراكمة لدى الإدارة الاتحادية. وفي الوقت الذي أشغل الاتحاديون انفسهم وشوشوا على فريقهم كان البطل الأهلي حضر للقاء الإياب بهدوء وكان له ما أراد وانتصر أهلي التحضير الجيد الذي كان الأفضل أداءً وحضوراً بالملعب وتأهل إلى نهائي أبطال آسيا لملاقاة فريق أولسان الكوري الجنوبي مساء يوم السبت المقبل في مدينة أولسان الكورية. لقد أسقط الفريق الأهلاوي مقولة اتحادية بأن فريقهم متمرس في الملاعب الآسيوي وأن كل من يقابله بمثابة جسر عبور إلى المرحلة التالية، وحولوا العميد السعودي إلى جسر عبروا من خلاله إلى النهائي الآسيوي. لقد خرج الاتحاد من (الآسيوية) بفعل التحضير النفسي الاجتهادي وعدم قدرة إدارته على تهيئة اللاعبين الذين كانوا تحت تأثير وهج انتصار الذهاب وحشو عاطفي أيضا من وسائل الإعلام المحسوبة على الاتحاد التي عظمت من (وزوبعة سوزا). ويفترض من الإدارة الاتحادية التي تعاقب عليها في السنوات الأخيرة أكثر من اسم كعلامة من علامات عدم الاستقرار في الكيان الاتحادي أن تكون على دراية من أن أي إثارة لموضوع داخلي له تداعيات سلبية على الفريق. والزج بموضوع اللاعب سوزا كبضاعة إعلامية والفريق تنتظره مباراة حاسمة من سلبيات سوء التحضير التي دفع ثمنها الفريق الاتحادي وجماهيره بخسارته اللقاء وهو الذي كان حسابياً في وضع أقرب إلى التأهل بدخوله اللقاء معززاً حظوظه بمكاسب الذهاب حين تغلب على منافسة بهدف. لقد شوش (اتحاد التشويش) على نفسة وعلامات الحسم واضحة لصالح الأهلي منذ دقائق المباراة الأول وكان الاضطراب والاحتقان واضحاً في صفوف الفريق الاتحادي الذي ظهر على معظم لاعبيه العصبية. ويعلم خبراء الكرة أن العصبية والاحتقان إذا حضرتا يتلاشى التركيز ويزداد التفكك في منظومة الفريق الفنية، وهو ما كان عليه الفريق الاتحادي طيلة شوطي المباراة، ولو وفق الفريق الأهلاي في تسجيل الفرص السهلة التي سنحت له لكانت النتيجة كبيرة. ورهاني على الفريق الأهلاوي كما ذكرت في مقال سابق بالمضي قدماً في البطولة القارية دون غير من الأندية السعودية التي شاركت في المسابقة الآسيوية كان له ما يبرره، فالفريق الأهلاوي بلغ من التماسك الفني والإداري ما يؤهله لتجاوز الصعوبات الفنية والإدارية. والأخضر الأهلاوي قادر على إعادة المجد الكروي الآسيوي السعودي المفقود منذ سنوات على مستوى الأندية والمنتخبات وانتزاع لقب القارة ليفرض بقاء البطولة القارية في الغرب الآسيوي وهي المسجلة حالياً لحاملها فريق السد القطري بعد احتكار لسنوات لأندية شرق القارة اليابانية والكورية. يبقى القول إن الأهلي باتت في يده مفاتيح اللقب القاري الآسيوي وليس بينه وبين اللقب الكبير والمجد العالمي باللعب في مونديال أندية العالم أبطال القارات غير فريق أولسان الكوري وهو فريق قوي جداً لكنة ليس بتلك العقبة الصعبة وبإمكان فريق منظم مثل الأهلي التغلب علية في عقر داره. تبقى إشارة إلى أن الفريق الاتحاد في ظل بقاء الفريق في حالة اضطراب إداري وفني مهدد بالانضمام إلى فرق الاجتهاد في دوري زين، وربما عودته للمشاركة في (الآسيوية) في الأجل المنظور ليست قريبة دون تجديد إداري وفني يشمل إعادة هيكلة الفريق بالاعتماد على أسماء منتجة والتخلص من كبار السن الذين يشكلون نصف الفريق تقريباً.