كتبت متفائلاً قبل ثلاثة أسابيع أن الاتفاق بعيد هزيمته من الكويت الكويتي في الكويت برباعية في نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي.. كتبت في معرض مقالي في ذلك الوقت: (أن الاتفاق بفرقته الفنية الميكانيكية وإدارته الخبيرة قادر على قلب النتيجة في الدمام فمن الظلم الكروي أن يخرج فارس الدهناء وهو الأفضل بكل المقاييس الفنية من جميع الفرق التي شاركت في مسابقة الكأس الآسيوية). والظلم لا يعترف بالاتفاق ولا بالعواطف وقد خرج فارس الدهناء الثلاثاء الماضي من المسابقة بهريمته من الكويت الكويتي بهدفين في الإياب رغم سيطرته على مجريات اللقاء وإهداره للكثير من الفرص في ضغط هجومي وفق الفريق الكويتي في إحباطه. ومع خروجه وهو لا يستحق الخروج قياساً على تألقه في دوري المجموعات وهزيمته لكل من قابله بما فيهم الفريق الكويتي الذي صعقه على أرضه بخماسية.. وذهاب غالبية النقاد إلى اعتباره الفريق الأميز في المسابقة يبقى التوقف عند الحالة الاتفاقية أمرا مهماً لمعالجة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج الأخيرة. ومن الواضح أن الفريق الاتفاقي يعاني هذا الموسم وقد تكون خسارته لمهاجمه الخطير الأرجنتيني سبستيان تيجالي ومدافعه سياف البيشي اللذين انتقلا إلى الشباب وتعدد مدربيه في فترة حرجة وقصيرة دور في تصدعه الفني محلياً وآسيوياً خلاف ما كان عليه في دوري المجموعات والموسم المحلي الماضي. وربما تعدد المدربين بطرقهم المختلفة في توظيف اللاعبين أحدث خللا في الكتيبة الاتفاقية التي تعودت على لعب الكرة السهلة، ويعزز هذه الفرضية أن الفريق رغم خسارته لنجمين في الهجوم والدفاع إلا أنه يملك كوكبة كالهداف يوسف السالم والخبير صالح بشير والنجم الصاعد زامل السليم وخلفهم المهاريان في صناعة اللعب حمد الحمد ويحيى الشهري. يبقى القول إن المعالجة السريعة أمر تتطلبه الحالة لإعادة الفريق إلى توهجه السابق، وأعاد تثبيت معنوياته قبل أن تستفحل عوامل التعرية الفنية والنفسية في مفاصله وعقله ويصبح من الصعوبة علاج الفريق فنياً ونفسياً إن لم تتدارك إدارته وضعه وتشخص أوجاعه بحكمة الطبيب المتخصص في معرفة الداء وصرف الدواء. والحكمة متوفرة في رئيسه عبد العزيز الدوسري ونائبه الكابتن القدير خليل الزياني الغنيان عن التعريف الإداري والفني ويدركان أن فريقهما إن لم يعالج مبكرا من أعراض مرضه وقد بانت مؤشراته التي ظهرت عليه في المسابقات المحلية والقارية مهدد بالدخول في دوامة طويلة تبقيه زمناً طويلا في قائمة الضيوف على المسابقات السعودية. والعبرة ماثلة وحية لأولي الألباب من (حالة) الفريق النصراوي الذي كان علماً من أعلام الكرة السعودية وعميد الأندية الآسيوية العالمية وأصبح يصارع مع أندية الوسط منذ زمن ليس بالقصير نتيجة التخبط في علاجه على طريقة القفز إلى النتائج دون البحث في الأسباب ومعالجتها. وتبقى إشارة إلى أن الاتفاق الذي خرج من الملاعب الآسيوية على موعد جديد مع ملاعبها كونه رابع الدوري السعودي الموسم الفائت وتنتظره مشاركة هامة في الموسم الآسيوي المقبل على طريقة الموسم الآسيوي الذي قبله بالمرور عبر الملحق الآسيوي الذي يؤهل إلى دوري أبطال آسيا وإن لم يفلح في التأهل عبر الملحق يعاود الكرة مرة أخرى في منافسة الكأس الآسيوية وإن بقي على تصدعه سيغادر الملحق الآسيوي وكل عام وأنتم بخير.