كم من الأسى تجرعته جماهير النصر الغفيرة مع استمرار فريقها هشاً منذ أكثر من عقد من الزمان وكل موسم يلد موسماً مثله من الإحباطات وهي ترى فرقاً جامحة ناجحة، وتحديداً الفتح يقدم أفضل العروض ويتعاقد مع لاعبين مؤثرين، ويجني النتائج الإيجابية وينافس على الصدارة بقوة وبأقل التكاليف المالية. وفي المقابل صرفت مئات الملايين على الفريق النصراوي بلا جدوى فنية واضحة لجماهيره حتى الآن وسط حالة ماثلة أقرب وصف ملخص لها أنها تدور في دائرة سوء التدبير الإداري في المال والعمل المكرر في كل موسم دون ظهور ما يؤشر على أن المخطئ عرف أنه يسير على خطأ يقوده إلى مزيد من الأخطاء. ومع انطلاق الجولة العاشرة من دوري زين مساء غدٍ وبعد غدٍ تتباين تطلعات الفريقين ويجوز القول إن النصر مفقود والفتح موعود، بمعني أن الفريق النصراوي صاحب التاريخ المجيد وعميد أندية آسيا العالمية بمركزه السادس المتواضع الذي لا يليق بكيان كبير مثله يواجه نجران صاحب الترتيب الخامس في الرياض ويصارع للبحث عن نفسه ومفقود من المنافسة على صدارة الدوري في النصف الأول. في حين إن فريق الفتح في لقائه مساء الغد في ديربي الأحساء مع هجر على موعد مع الصدارة وعلى الأرجح فنياً أن المواجهة هي بمثابة محطة تمويل نقطي لتعزيز مساره السليم في المنافسة والمضي قدماً في تقديم العطاءات المميزة.. وحضور فريق الفتح في صدارة ترتيب دوري زين السعودي ليس طفرة كروية عابرة سرعان ما تتصدع تحت ضغط اللقاءات، بل هو امتداد لحضور ما وصف بـ(مفخرة الأحساء الكروية) القوي في المواسم الماضية. وجني النتائج الإيجابية والدوري المحلي يقترب من إكمال نصفه الأول دليل على العافية في منظومة الفتح الكروية الإدارية والفنية وتناغم المنظومتين يؤشر إلى سلامة المدخلات العملية في جسم الفريق التي كانت مخرجاتها إبداعاً فنياً ومكاسب نقطية في الملعب. والفتح بنقاطه العشرين من ثمانية لقاءات فرض نفسه رقماً صعباً في دوري زين وفرض على مدربي الفرق الأخرى وضع الخطط للحد من جموحة القوي بعد أن اتضح لهم شدة بأسه بهزيمته لأقوى منافسين له على الصدارة وهما الهلال والشباب. والفتح الملقب بالنموذجي فتح بوابة الأضواء الإعلامية لنفسه من خلال تألقه وتصدره لدوري زين في جولات مضت وفي ذهنة استرداد صدارته والانفراد بها في لقائه مع هجر مستفيداً من تأجيل لقاء الاتحاد والهلال لارتباطات الأول وانتظاره للقاء هام يجمعه في الذهاب مع الأهلي في دوري الأربعة ضمن البطولة الآسيوية يوم الاثنين المقبل. يبقى القول إن لقاء الفتح مع هجر يمكن اعتباره العنوان الأبرز للجولة العاشرة وتكمن أهمية اللقاء ليس لجماهير منطقة الأحساء فحسب، بل لجماهير الأندية الطامعة في المنافسة على المراكز الأولى في الدوري. وهذا يعني أن الأنظار ستكون مركزةً على لقاء الأحساء، وهناك من يأمل أن يعطل هجر حركة الفتح السريعة ويعيد رسم قائمة المتصدرين خاصة فريق الشباب ثالث الدوري الذي يتهيأ في بريدة مساء بعد غدٍ السبت للاستفاد من أي تعثر فتحاوي لرفع نقاطه إلى 22 نقطة واعتلاء الصدارة على حساب التعاون ثالث المتذيلين للدوري بخمس نقاط فقط. وبقية المنافسات على ملاعب أخرى في حكم تحصيل حاصل مع ملاحظة أن جماهير الاتفاق تنظر لفريقها في لقائه مع الشعلة في الخرج مساء غد بأمل الفوز وتقديم المستوى لشحن معنوياته قبل لقاء الإياب المفصلي في الدمام مع فريق الكويت الكويتي يوم الثلاثاء المقبل ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.