ما إن يشار للهلال بأنه بدأ يفقد بريقه ويحل الاضطراب في مفاصله الفنية إلا ويعود سريعاً للتأكيد على أنه الهلال الشرس الذي لا يرضى بأن يوصف بالهوان، وهزيمته من متصدر الدوري فريق الفتح كانت بمثابة الإنذار المبكر للاعبيه الذين سرعان ما كان ردهم صاعقاً على كل من شكك في قدراتهم. ففي ديربي العاصمة الكبير قال الأزرق أنا سيد الميدان في ملاعب العاصمة وهزم منافسه التقليدي النصر بثلاثية في وقت كانت أغلب التوقعات تشير إلى فوز العالمي وجدد شراسته في ديربي العاصمة (الصغير) بالفوز على الشباب بثلاثية نظيفة مستوى ونتيجة وهي نتيجة كما قال محلل القنوات الرياضية السعودية الكابتن عبد الرحمن الرومي إنها لا تقع في دائرة أكثر المتفائلين من الهلاليين والمتشائمين من الشبابيين. هكذا هي الأندية الكبيرة تضطرب لكن سرعان ما تنتفض دفاعا عن اسمها مستعينة بقدراتها وتراثها المتراكم من النجاحات المتتالية في ملاعبنا المحلية، والهلال أعطى للشباب درساً بأن الكرة عطاء في الملعب وليست أسماء كبيرة مجمعة من الأندية. والفريق الشبابي على غير العادة كان في ليلة الاثنين الماضي خارج كل الموازين الفنية وبدا على لاعبيه الانكسار وكذلك مدربه الببلجيكي برودوم على الرغم من أن الخطر الهلالي أعلن عنه اللاعب سلمان الفرج في الثانية السادسة من المباراة بتسديدته القوية التي تصدت لها العارضة. والملاحظ أن لاعبي الشباب كما لو كانوا يلعبون بلا خطة وأنهم متدربون على خطة يتيمة تعتمد على السيطرة على منتصف الملعب والتي وضح من بداية المباراة أن مدرب الهلال الفرنسي كومبواريه كشفها ووضع خطة مضادة لها طبقها لاعبوه باتقان وحولوا لاعبي الشباب إلى متفرجين بائسين لا حول لهم إلى التفرج على حركة لاعبي الهلال في الملعب. لكن الذين يعرفون قدرات المدرب الشبابي الذي قاد فريقه إلى بطولة دوري زين الموسم الفائت يشكون تماما أن يكون للجانب الفني الدور الأكبر في الهزيمة لاسيما وأن اهتزاز مستوى الشباب كان واضحا في اللقاءات الماضية. وعلى ما يبدو فإن الجمود الشابي في لقائه مع الهلال وبقاء المدرب المعروف بكثرة حركاته ووقوفه جالسا وبهدوء غير معتاد دون أن يضيف فنياً لمواجهة الانتشار الهلالي المسيطر أن ثمة شيء ما غير فني حل بالفريق الشبابي و(ربما) أن أعراض الأوجاع المالية المزمنة التي تشتكي منها غالبية الأندية ظهرت في تلك المباراة أكثر من ذي قبل. ومن هنا يجوز القول إن هناك ثمة أسباب أخرى لتراجع المؤشر الفني لأداء فريق الشباب المليء بالنجوم القادرين على تسيير المباراة كما يريدون إن هم في وضع نفسي مريح، والجانب النفسي مهم جدا للأعمال التي تعتمد بشكل كبير على المجهود العضلي. ولا يستبعد أن يكون لاعبو الشباب وجهازه الفني قد دخلوا مرحلة المعاناة من تأخر الرواتب حالهم حال بقية الأندية وانعكس ذلك على معنوياتهم التي كانت قريبة من الصفر في لقائهم الأخير أمام الهلال. يبقى القول وأنديتنا تصرخ في كل مناسبة من ضيق ذات اليد وتراكم رواتب أطقمها الفنية والإدارية وقد مسها الضر والمال متوفر وقريب منها والبيروقراطية الإدارية المتكلسة تعيق تدفقه في الوقت المحدد مما يفرض تدخلا عاجلا وقوياً لوقف سلبيات الإبطاء الطويل في الصرف التي هزت مفاصل الأندية وأحرجتها مع التزاماتها التعاقدية. وبقاء رابطة دوري المحترفين متفرجة على (الكرة المالية) بين وزارة الثقافة والإعلام التي تملك الحقوق الحصرية للنقل التلفزيوني ووزارة المالية التي لديها المال هو امتداد لسلبيات الرابطة وعجزها في الدفاع عن حقوق الأندية والدليل فشلها في جدولة الحقوق المالية للأندية لتصرف في مواعيدها وبانتظام لا خلل فيه.