اقتراب الاتفاق من التأهل لدوري الأربعة في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي بعد فوزه الصعب على أريما الإندونسي بهدفين، هما أجمل ما في اللقاء الذي جرى في مدينة مالنج الإندنوسية وما عدا ذلك كل شيء سيئ في الأداء من الفريقين وأرضية الملعب والإخراج التلفزيوني والتحكيم، ليأتي انطفاء الأنوار مع مطلع الشوط الثاني لتكتمل علامة السوء في المشهد على ملعب مدينة مالنج. لقد أفرحنا خروج الاتفاق كاسباً ومعززاً حظوظه وبقوة للمرحلة التالية، إلا أن ذلك لا يمنع من القول إن الاتفاق في خطر، ومصدر الخطر الاتفاق نفسه بتواضع مستواه وفقدانه لشخصيته الفنية المعتادة التي هي علامة من علامات أداء فارس الدهناء المعروفة عنه بتقديمه كره بسيطة وسهلة وممتعة. ومن الواضح أن الفريق الاتفاقي يعاني فنياً، وقد يكون للمدرب السويسري الجديد آلن جيجر دور في ذلك، وهو الذي اعتمد أمام الفريق الإندونيسي المتواضع على اللعب بثلاثة محاور واستخدام الكرات الطويلة العديمة الجدوى مما يعني ضعف حيلة المدرب في التعامل مع فريق متواضع اعتمد على الدفاع والهجمات المرتدة. واهتزاز مستوى الفريق الاتفاقي ليس وليد تلك المباراة خارج أرضه وملامح الاهتزاز في مستواه ظهرت منذ بداية الموسم الكروي السعودي واحتلاله الترتيب العاشر في سلم دوري زين يشرح الحالة المزعجة لمستواه الفني.. ففي ست جولات فاز في مباراة واحدة وخسر اثنتين وتعادل ثلاث مرات وجمع ست نقاط وسجل ستة أهداف واستقبل سبعة. والأرقام تؤكد أن الفريق في حاجة إلى إعادة تنظيم وهو مقبل على بلوغ دوري الأربعة وعلى مسافة قريبة من النهائي خاصة وأن هناك إجماعاً على أنه الفريق المؤهل للفوز بالبطولة لكن مستوياته الأخيرة تبعث على القلق. والمؤشرات الفنية على أرض الملاعب المحلية والآسيوية تهدد مسيرة الاتفاق في هذه المسابقة التي رشح بطلاً لها قبل انطلاقتها بعد أن قاده حظه العاثر وخروجه من تصفيات الملحق الآسيوي المؤهل للعب مع كبار آسيا أن يتنافس مع أندية آسيوية هي في التصنيف الآسيوي يمكن القول عنها إنها أندية الاجتهاد.. ووجدت هذه المسابقة بنسختها الأخيرة التي انطلقت عام 2004 لتحفيز أندية آسيا المتواضعة لتطوير مستواها واللحاق بالأندية الكبيرة في مسابقة أبطال آسيا. ويبدو أن الاتفاق رغم تواضع مستواه في دوري زين أصيب أيضاً بالبرود واللامبالاة وعدم الاهتمام بهذه المسابقة وإعطاء منافسيه حقهم من الاحترام في مراحلها الأخيرة بعد أن كان المميز في التصفيات الأولية ولولا مهارة النجم يحيى الشهري بمجهوده الفردي وتسديدة زامل السليم الخادعة لكان وضع الاتفاق في الدمام في لقاء الإياب يوم الثلاثاء المقبل صعباً. يبقى القول إن إدارة الاتفاق التي تجمع بين الخبرة الإدارية ممثلة في رئيسها عبدالعزيز الدوسري والخبرة الفنية لنائب الرئيس خليل الزياني قادرة على تلمس أوجاع الفريق نحو التغلب عليها. ولا مشكلة ستواجه الفريق لو لجاءت الإدارة لإلغاء عقد المدرب السويسري جيجر الذي لم يظهر براعة وإضافة فنية للفريق، ووجود مدرب قدير مشهود له بالمقدرة الفنية العالية مثل خليل الزياني هو خير من يقود الاتفاق فنياً في هذه المرحلة الحرجة. وحان لإدارة الاتفاق الخبيرة إدارياً وفنياً أن تعيد النظر في قناعتها بالمدرب السويسري الذي وقعت معه لمدة موسمين.. وما ظهر خلال الجولات الماضية في دوري زين ولقاء الفريق مع أريما الإندونيسي يؤكد أن المدرب غير مناسب ولنقل إن منهجيته في التدريب لا تتناسب مع إمكانات ومهارات لاعبي الاتفاق العالية والتي تحتاج إلى مدرب ذكي يحسن استثمارها. وتبقى إشارة والمقال كتب عصر الثلاثاء أن تكون أندية الهلال والأهلي والاتحاد كسبت الثلاث نقاط لعباً ونتيجةً في مشوارها الحاسم الآسيوي لمنح الاطمئنان لجماهيرها وكذلك لمتصدر الدوري فريق الفتح في لقائه في المسابقة العربية مع الجهراء في محافظة الجهراء الكويتية.