الاتحاد السعودي لكرة القدم (SAFF) هو الجهة الراعية لرياضة كرة القدم في السعودية والمسؤول المباشر عن المنتخبات السعودية الوطنية لكرة القدم والأندية المحلية وتقع على عاتقه مسؤولية مراعاة مصالحها. والإجراء الذي اتخذه يوم الإثنين الماضي بالاستجابة لطلب الأهلي بتأجيل لقاء ديربي جدة الذي كان مقررا أن يقام مساء الغد هو إجراء فرضته الضرورة والظروف المحيطة بالأهلي ويجوز القول إن (الاتحاد) قدر تميز الأهلي لدعمه منتخب المملكة بسبعة لاعبين. ومعلوم أن الأخضر السعودي لعب الجمعة والثلاثاء الماضيين لقاءين دوليين ودييين أمام كل من إسبانيا على أرضها والجابون في باريس والرحلة الطويلة من أرض الوطن إلى بلاد الإسبان ومن ثم إلى فرنسا في أقصى غرب القارة الأوروبية والعودة مجهدة للعقول والأبدان. وهذا يعني أن عودة نجوم الأهلي مرهقين إلى جدة لن تكون قبل يوم الأربعاء مما يتعذر معه مشاركة أغلبهم أو كلهم في لقاء الاتحاد يوم الجمعة وهو لقاء جماهيري هام جدا للفريقين المتنافسين. وسيكون الأهلي في وضع محرج فنياً فيما لو رفض طلب تأجيل لقاء الاتحاد وسيكون أمام خيارين إما المشاركة بالصف الثاني لإراحة لاعبيه الأساسيين أو المجازفة بالأساسيين وقد يواجه الخسارتين أمام الاتحاد يوم الجمعة وأمام سباهان يوم الأربعاء في أصفهان ضمن دور الثمانية الآسيوي للأبطال بفعل عامل الإرهاق. والغريب أن العميد الاتحادي بكر في إعلان رفضه تأجيل مواجهته مع الأهلي ليس لأسباب فنية كما قالت إدارة الاتحاد من أن اللقاء مع الأهلي هو جزء من التحضير للقاء الفريق الصيني يوم الأربعاء في جدة لتسخين اللاعبين بعد فترة التوقف القصيرة لكن رفض التأجيل يشم فيه رائحة الانتهازية لاستثمار ظروف الإرهاق للاعبي الأهلي وتجييرها لصالح فريقهم. يبقى القول إن الطلب الأهلاوي حسم بقبوله من الاتحاد السعودي لكرة القدم وبأصوات الأكثرية لتفهمهم مبررات طلب التأجيل (المنطقية)، وبات على لاعبي الأهلي التركيز على لقاء سباهان في أصفهان للعودة ولو بنقطة من أرض الخصم لتعزيز تأهله لدور الأربعة والاستفادة من عامل الأرض والجمهور في لقاء الإياب. وتبقى إشارة حول الجولة السادسة التي تنطلق لقاءاتها غدا وبعد غد التي ربما فقدت إثارتها المنتظرة بعد تأجيل ديربي جدة لكن هذا لا يمنع من التكهن من أن هذه الجولة قد تشهد مفاجآت كروية تهز صدارة أندية الدوري. والمفاجأة التي قد تقع ويكون لوقعتها صدى كبير عند الجماهير ووسائل الإعلام ربما تحدث في ملعب بريدة مساء غد الجمعة حيث لقاء التعاون صاحب المركز الثاني عشر في سلم الدوري مع الفتح متصدر الدوري بثلاث عشرة نقطة خاصة وأن التعاون يحاول إرضاء جماهيره عقب خسارته الأخيرة في ديربي القصيم أمام منافسه التقليدي الرائد. وفي الملعب ذاته وفي اليوم التالي قدر يفرض الرائد بمعنوياته المرتفعة وبمركزه السابع على فريق الشباب ثالث الترتيب العودة إلى الرياض حزيناً خاصة وأن الشباب على ما يبدو أن مفاصله ليست بالقوة التي كان عليها الموسم الماضي. وما يقال عن الشباب وتراجع مستواه يقال أيضا عن الاتفاق الذي يقبع في الترتيب الحادي عشر واستضافته للفيصلي المفكك هذا الموسم متذيل الترتيب بنقطة واحدة فرصة مواتية لتحسين صورته ومركزه في الدوري. وتنتظر جماهير الهلال لقاء الشعلة مع فريقها مساء الجمعة وتنظر لهذا اللقاء كأداة محرك فني للاعبي الزعيم قبل اللقاء الهام في كوريا الجنوبية يوم الأربعاء أمام فريق أولسان هيونداي في ذهاب دور الثمانية الآسيوي للأبطال. ويبقى لقاء النصر مع هجر والوحدة بنقطته اليتيمة مع نجران الجامع بنقاطه السبع على درجة كبيرة من الأهمية لجماهير العالمي وفرسان مكة خاصة وأن اللقاءين على أرض الفريقين الجريحين، فهي فرصة للأول للعودة للانتصارات، وفرصة لأبناء مكة للاستيقاظ وبدء رحلة جمع النقاط. وفي كرة القدم أبواب الاحتمالات مفتوحة، ولا يمكن التسليم بالنتائج مقدماً من خلال قراءة الرسم الفني للفرق والاختبار الحقيقي للإمكانات يظهر على أرض الملعب ويقرره الجهد المبذول واحترام المنافسين.