التأسيس لقواعد رياضية علمية وعملية قوية يأتي بنتائج إيجابية شرط العمل في بيئة عمل صحية.. وهذا لن يتأتى إلا بخطوات عمل جادة ممنهجة تقترن فيها النويا الصادقة مع الأفعال وتلمس على أرض الواقع بكل وضوح وشفافية تامة. وتواجه الرياضة السعودية بقيادة قائدها الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب اختبار تصحيح المسار بعد القرارات الأخيرة التي أصدرها وتم بموجبها تعيين قيادات جديدة تقود العمل الرياضي والشبابي في المرحلة المقبلة. وستبقي قرارات الأمير نواف تنتظر نتائج جدية ينتجها عمل دؤوب وذلك هو التقييم، فلا مجال بعد اليوم للصبر على من يعجز عن تحقيق الأهداف التي يتطلع لها كل رياضي حتى من أولئك الذين لم يشملهم التغيير في الاتحادات الرياضية - وربما يأتي عليهم- ولا مجال لبقاء من يعمل لخدمة أجندة خاصة على حساب رياضة الوطن. ويحدد نجاح القيادات الرياضية الجديدة قدرتها في التغذية العلمية المبنية على أسس صحيحة لمدخلات العمل الجديدة التي ستقود مخرجاتها إلى الطريق الصحيح متى ماكانت مبرمجة على أهداف واضحة ومدروسة يسهل قياس نتنائجها. ومتى ما التقى العلم والفن في التطبيق كان التأسيس العملي الصحيح وجاز القول إن تعزيز الثقة(المهزوزة حاليا) بين المؤسسة الرياضية وجماهيرها قد بدأ وهو بداية طريق الإصلاح نحو إعادة المجد المفقود بعطاء وقوده المصلحة العامة لا عطاء يكتنفه الغموض وخدمة الميول. وتأمل الجماهير الرياضية أن تنفض القيادات الرياضية الجديدة الغبار والصدأ الذي لحق بمفاصل الجسم الرياضي، ويعزز آمال الجماهير أن تلك القرارات لم تأت متسرعة بل جاءت بعد وقت كاف لصاحب القرار الذي اتخذ فراراته بعد دراسة متأنية أخذت وقتها. يبقى القول إن نجاح القيادة الرياضية في ضبط (سستم) الجسم الرياضي من خلال قراراتها الجديدة هو الطريق لاستقامة ما اعوج والذي كان سببا من أسباب المتاعب التي واجهتها الرياضة السعودية عموما. وتبقى إشارة لافتة بالنسبة لي وربما لآخرين في القرارات الأخيرة، هو تكليف سعود العبدالعزيز أميناً عاماً لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، وهو الذي كان يشغل منصب وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب، وهو رجل مشهود له بالكفاءة في عمله السابق، ويمكن القول إنه واحد من طلائع الخبراء في مجال الرياضة السعودية والعربية. ومن المؤكد أن اللجان الأولمبية العربية ستشهد تفعيلا مدروسا سيظهر مع الأيام، وكفاءة رياضية تتولى هذا المنصب في وزن سعود العبد العزيز ستنتج عملا وأفكارا ستلقى الاستحسان في الاتحادات الأهلية العربية، مما يدفع إلى القول أن طفرة أولمبية عربية في حكم المنتظرة. واللافت أيضا مع ملاحظة في القرارات تكليف محمد المسحل أميناً عاماً للجنة الأولمبية العربية السعودية.. وهو الشخصية الرياضية المعروفة والمسؤول عن المنتخبات السعودية وإن كنت أرى بحكم تخصص المسحل في التسويق وخبراته السابقة في البنوك والشركات أن أقرب الأعمال لتخصصه هو أن يكون رئيسا لرابطة دوري المحترفين في عملها الفني والإداري والتسويقي. ومعلوم أن العلاقة بين الرابطة الحالية باسمها الجديد واسمها السابق لا يقع في دائرة ثقة الأندية نتيجة لغياب الشفافية والتصرف الانفرادي في الكثير من العقود على حساب الأندية، إضافة إلى غياب ميزان العدالة في تقاسم ثروات الرعاية والبطء في توريدها إلى حسابات الأندية الذي أنتج اهتزازا في الثقة بين الأندية والرابطة. وتبقى إشارة أخيرة أن الأمير نواف قد حدد أن المرحلة المقبلة سترتكز في محورها على إشراك الشباب بتطلعاتهم ومقترحاتهم لبرامج وخطط رعاية الشباب التي ستتضمن العديد من البرامج الخاصة بمختلف الفئات العمرية وتفعيل برامج الرياضة للجميع، فضلاً عن تطوير لوائح ونظم العمل الرياضي والشبابي في الاتحادات والأندية الرياضية والأنشطة الشبابية وذلك مطلب كل الرياضيين والكل في الانتظار.