|


محمد السلوم
الفتح يعلن النفير العام
2012-09-06

منذ صعود نادي الفتح الذي تأسس عام 1958 إلى الدوري الممتاز عام 2009 لم يسبق له أن تصدر أندية المحترفين في ما مضى رغم تقديمه لعروض جيدة، لكنه مع مطلع الموسم الحالي أعلن النفير العام بنتائجه الإيجابية ومستوياته الرائعة واعتلى الصدارة مع نهاية الجولة الخامسة من دوري زين. ويتهيأ إن استمر على عطاءاته الجيدة لإعادة صياغة الترتيب العام للدوري وفرض واقع جديد يجبر ما اصطلح على تسميتهم بالكبار ماليا وفنيا أن يكونوا خلفه، وهو الذي فعل ذلك عمليا وبفارق النقاط بجمعه ثلاثة عشر نقطة بفارق نقطة واحدة عن الاتحاد وصيفه، ويشارك الأهلي الاتحاد والفتح بإنهاء الجولة الخامسة دون هزيمة. في حين أن بقية الأندية الأحد عشر ذاقت طعم الهزائم منها اثنان من الكبار تغلب عليهما الفتح وبجدارة مطلقة، هما الهلال بهزيمته بهدفين في الجولة الثانية التي كان عنوانها اللافت السقوط المبكرللفريق الهلالي، وهو أمر غير معتاد أن يضرب في بداية الدوري، لكن الفريق الأزرق سرعان ما استيقظ وعاد للانتصارات في الجولات التالية. ولم يخدر نجوم الفتح فوزهم على الهلال وواصلوا انتصاراتهم المستحقة، وفي الجولة الخامسة كانوا على موعد في الرياض أمام فريق الشباب المكتنز فنيا، وتلاعبوا به وحولوا خطوطه إلى شوارع برسم أقدامهم ورؤوسهم، وأذاقوا حامل اللقب للموسم المنصرم هزيمة قاسية وبرباعية. والفتحاويون أعلنوا مبكرا أن الخطر سيحل بمن يقابلهم من الأندية وهم الذين فعلوا ذلك عمليا على أرض الملعب بتثبيت بصمتهم القوية في الجولة الخامسة كما فعلوا في الجولة الثانية مع الهلال، لكن قسوتهم على الشباب كانت ضعف تعاملهم مع الهلال. والفتح منذ صعوده إلى الممتاز يقع في دائرة اهتمام الجماهير الرياضية عامة للمستويات التي يقدمها والانضباط والاستقرار الإداري والفني، ويجوزالقول إنه العنوان الكبيرلأندية الأحساء ومفخرة مدينة المبرز المتاخمة لمدينة الهفوف كبرى مدن الأحساء والذي كان مع بدء تأسيسه يحمل اسم شباب المبرز قبل تغييره إلى اسم الفتح. واستقرار الفريق إداريا وفنيا بقيادة المهندس الإداري عبد العزيز حسن العفالق، وبحكمة القائد الفني المدرب التونسي فتحي الجبال الذي يدير الفريق النموذجي للموسم السادس على التوالي خلق مجموعة متجانسة من اللاعبين يؤدون أدوارهم بحسابات فنية مدروسة. وتناغم المنظومة الإدارية والفنية بات صفة تلازم الفتح حتى أصبح يلقب بالفريق النموذجي، وهو اسم يقترن بالأفعال الفنية الراقية في الملعب وتعامل إدارته المثالي والحكيم مع الأحداث والانتصارات المتتالية فلا طيش ولاتهريج في الفضائيات. والفتح كما هو معلوم وللتذكير فقط استهل دوري زين بلقاء قوي مع النصر في الهفوف انتهى بالتعادل في وقت كان الفتح بحكم الفرص السانحة التي تهيأت للاعبيه أقرب إلى الفوز لولا تألق حارس النصر عبد الله العنزي في تلك المباراة. ومع انطلاق الجولة الثانية اشتغلت ماكينة الانتصارات الفتحاوية على التوالي بفوز على الهلال (2ـ1) والشعلة (3ـ2) والرائد (2ـ1) والشباب (4ـ2) لينهي أبناء الأحساء الجولة الخامسة بتميز وضعهم في صدارة الفرق. يبقى القول إن مكاسب التخطيط الكروي الجيد تظهر نتائجها على أرض الملاعب.. وليست المعسكرات الخارجية والإمكانات المالية كل شيء كما هو الحال لفريق الفتح الذي نجح بإمكاناته المالية المحدودة في جني ثمار الجهد في إعداده في معسكره الخارجي في وقت ظهرت نتائج المعسكرات الخارجية للفرق الأخرى دون ذلك بما فيها الأندية المعروفة بملاءتها المالية. ولعل الفترة القليلة لتوقف الدوري لارتباط المنتخب السعودي الأول بلقاءين وديين دوليين مع منتخب إسبانيا مساء غد الجمعة في مدريد ومع منتخب الجابون في باريس يوم الثلاثاء المقبل فرصة للأندية التي تعرضت مستوياتها للاهتزاز في معالجة خطوطها الفنية قبيل انطلاق الجولة السادسة.