القائمون على الإعلام الرياضي من مسئولي قنوات تلفزيونية وصحف ورقية وإلكترونية يكذبون عندما يدعون الحياد المطلق ولا حياد مطلق موجود في إعلامنا الرياضي على الإطلاق. وأنا (كذاب) لو قلت لكم إنني إعلامي محايد على الاطلاق وكل الأندية عندي على مسافة واحدة من الاهتمام (المثالي) ... فلا وجود للحياد المطلق في كل جوانب الحياة وليس المجال الرياضي وحسب حتى أن الحياد غير متوفر بكامل طقوسه بين الأبناء والآباء. ومن هنا فإن من يدعي غير ذلك فقد ألبس نفسه عباءة من المثالية (الكاذبة) غير متوفرة في البشر فلا رياضيا إلا وله ميوله وهناك الموضوعي وهناك المتطرف وهناك الوسطي بين الاثنين... وإعلامنا الرياضي فيه من يرجو الموضوعية ويحاول أن يكون متوازنا في طرحه ومعالجته وفيه ما دون ذلك على درجات متفاوتة. وتبقى التعاملات الإعلامية على اختلاف تفاوتاتها في حكم المقبولة إلى حد ما من الجماهير الرياضية التي تعرف ألوان الوسائل الإعلامية وألوان الاعلاميين أيضا مهما حاولت الاختفاء لكن أن يأتي من يعتقدون أن لهم القدرة على تمرير كلام ويدعون الحياد أمام الناس وهم غير ذلك ففيه (فهلوة) من أصحاب المحاولات وشكوك تحيط بقابلية التصديق لدى المتلقين. وإعلامنا الرياضي في أغلبه حر وأحيانا بلا كوابح أدبية ومهنية أيضا وقليل منه تحت الوصاية بحكم التملك الفردي ويوجه لخدمة أهداف المالك أو حكم عليه أن يكون هذا مداره ومع ذلك يلاحظ عليه أن لديه مقدرة في التفاعل مع الأحداث المتنوعة، وفي المقابل هناك إعلام توقف نموه لحظة صدوره وبقي أسيرا لميوله وأجندته الخاصة المجندة للمديح والتطبيل وتهميش وإقصاء الآخرين. وهذه النوعية العوراء لم تستوعب أن صناعة الإعلام بمعناها المهني والتسويقي وتطوراته ومستجداته تتطلب عقولا لها مقدرة على التكيف مع الجديد وتكييفه بإيجابية في سوق تنافسي بات صعبا جدا على (المجتهدين) الذين درجوا منذ وقت طويل جدا على تعظيم صغائر الآخرين وتجاهل سلبيات ناديهم كبيرها وصغيرها إما طائعين أو صاغرين أوهكذا يريدون أو يراد منهم. يبقى القول إن الإعلام الرياضي الذكي هو الإعلام المنفتح والمتعامل مع كافة الشرائح الرياضية رغبة في تحقيق سعة الانتشار لاعتبارات تسويقية وجماهيرية في زمن اتصالي متفاعل ومتطور بسرعة. وثورة الاتصالات خلقت واقعاً جديدا في التعاطي مع الأحداث وأصبح الإعلام الإلكتروني بكافة أشكاله وقنواته قوة مؤثرة إلى حد كبير سهل من تدفق وغزارة المعلومات وسهل البحث والتقصي مما يعني أن (الكذابين) من الوراقين وغيرهم في هذا العصر في حكم المفضوحين و(بجلاجل) أيضا. وتبقى إشارة أن النمط الرجعي الرياضي في التغطيات الإعلامية الفضائية والورقية والالكترونية بات ينظر له بالاستخفاف من الكثير من الجماهير الرياضية الواعية التي ترفض الوصاية على عقلها في زمن أصبح فيه العالم شاشة واحدة وكل عام وأنتم بخير والله الهادي إلى سواء السبيل. كاتب صحفي