|


محمد السلوم
الدعيع و(كومبارس المدربين)
2012-07-12

مرّ على حراسة المنتخب السعودي الأول أربعة من أفضل الحراس الذين عرفتهم الملاعب السعودي وربّما الآسيوية، ولم يظهر حتى الآن مثيلٌ لهم بعد، وهم: أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المكلف، ومبروك التركي -رحمة الله-، وسالم مروان -شفاه الله-، ومحمد الدعيع المعتزل قبل عام. ويلاحظ بعد اعتزال الكابتن محمد الدعيع آخر الحراس الكبار، وهو هدف هذا المقال كونه آخر المميزين أن لا أحد من الأندية السعودية طلب التعاقد معه مدرباً للحارس وهو القادر على توظيف تاريخه المليء بالمهارات لصالح الحراس. والتعاقد مع الدعيع خير للأندية من إحضار المدربين الأجانب مساعدين لهم بدرجة (كومبارس) لتكملة العدد الفني ويوكل لهم تدريب حراس المرمى دون فائدة تسجل، وهذا يعني أن الدعيع المتخصص أفضل من (كومبارس المدربين). وفرصة الاستفادة من خبرته في تدريب الحراس قائمة ومطلوبة، وسنه يسمح له بتطوير معارفه من خلال العمل الميداني والدورات التدريبية المتقدمة ليجمع بين العلم الحديث والفن العملي الذي اكتسبه طيلة ما يقارب العشرين عاماً في الحراسة. والمرمى الكروي السعودي كما هو ملاحظ أصبح تحت حراسة أيادٍ مهتزة لا ترقى إلى تقديم نصف مستوى الدعيع، وتلك مشكلة كبيرة تعاني منها الكرة السعودية وفي مركز بالغ الأهمية تضاف إلى مشاكل النقص المهاري في خطوط المنتخب الأخرى. كما أن اعتزال كبير حراس آسيا محمد الدعيع بات مركز الحراسة -بعده- شاغراً، فجميع الحراس الذين تم اختيارهم للمنتخب ليسوا في المستوى الذي يذكرنا بالكابتن الدعيع وقدرته الفائقة في صد الكرات من أيّ اتجاه تأتيه طائرة أو زاحفة باليدين والقدمين وكل حواس هذا الحارس الخارق تعمل لحماية مرماه. وحارس المرمى هو نصف الفريق كما يقول معظم النقاد الفنيين إلا أن الكثير من الأندية لا تعطى الجانب الفني في تدريب الحارس الاهتمام الكافي من حيث استقدام خبراء متخصصين في تدريب حراس المرمى وتترك في بعض الأندية المهمة لمساعدي المدرب. وتقع على الأندية مسؤولية حسن الاختيار لمدربي الحراس للاستفادة من كفاءات تدريبية ذات تاريخ زاخر بالخبرة الميدانية العملية وهو ما يتوفر في الكابتن الدعيع فمدرب الحراس ليس من مهامه وضع خطة اللعب بقدر ما يكون دوره صقل اللاعب وإكسابه مهارات التعامل في صد الكورات. كما أن خبيراً مثل الدعيع سيختصر المسافة على من يستفيد من خدماته في فحص الحراس وتحديد الموهبين منهم والتركيز عليهم وإبعاد من لا يرجى منه تحسناً في الأداء. يبقى القول إن خبيراً في مجال حراسة المرمى في حجم الدعيع يفترض أن يكون في دائرة اهتمامات الأندية التي تواجه متاعب مع حراسها، إما لسبب عائد إلى الحارس أو ضعف في إمكانات المدرب المسؤول عن الحراس. والدعيع بخبرته قادر على صنع حراس المستقبل وكل ما يحتاج له الفرصة وهو أهل لذلك بعد فشل معظم مدربي الحراس في الأندية من تقديم حارس مميز، وإذا كان (مزمار الحي) لا يطرب الأندية وتفضل الأجانب فماذا عن عين إدارة المنتخبات المتعددة من الأشبال حتى الفريق الأول في الاستفادة من خبير عملاق في حراسة المرمى لتدريب حراسها. والدعيع الذي سلك طريق التحليل الفني بعد اعتزاله مكانه الشاغر في الملاعب الخضراء لا في الإستديوهات المكيفة، فهو من الملاعب نشأ كلاعب مميز وفيها اعتزل وهو في كامل توهجه وحارس مميز في العطاء والانضباط طيلة تاريخه في الملاعب قادر على التوهج في ميدان التدريب.