بعد أن عرف الطرف الأول في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال (المقال كتب قبل لقاء الإياب بين الأهلي والهلال في جدة مساء أول أمس الجمعة) ..تتجه الأنظار مساء غد الإثنين إلى ملعب الإحساء في لقاء يجمع الفتح مع النصر ستحدد نتيجته الطرف الثاني. واللقاء يمثل للفتح منعطفا تاريخيا ومفصليا للنصر، فالأول يريد تسجيل اسمه لأول مرة في تاريخه ببلوغ نهائي بطولة كبيرة، وللثاني مفصلي للعودة إلى المنصات مجددا بعد غيبة طويلة وغريبة لعملاق كبير خفتت أضواؤه عن الملاعب من سنين، ويتهيأ للعودة لاعبا كبيرا كما كان في الملاعب المحلية والقارية والعالمية. والنصر المنتشي بانتصاراته المتتالية ومستوياته الجيدة في المسابقة أمام الشباب مرتين وأمام منافسه الفتح في الرياض بهدفين، بالإضافة إلى عودة جماهيره الكبيرة لمؤازرته بكثافة.. تقع على لاعبيه مسؤولية المحافظة على الخط الصاعد اللافت للفريق وإشباع عطش جماهيره إلى النتائج المقرونة بالمستويات التي تقود إلى اعتلاء منصات البطولات. والواقع الرقمي بحسابات الذهاب والإياب وليس الفني يقول إن الفتح يلاقي ضيفه النصر القادم من الرياض بحسابات تكاد تكون شبه مستحيلة، وليس أمامه للتأهل إلى نهائي الكأس غير الهجوم الضاغط وتسجيل ثلاثة أهداف نظيفة والمحافظة على شباكه لضمان إخراج النصر من المسابقة، ولكن الأهداف الثلاثة غير كافية إن نجح النصر في تسجيل هدف، وسيكون بمثابة الصاعقة القاضية لآمال الفتح الذي يشار له على أنه أحد أفضل أندية دوري زين في تقديم العروض الانضباطية الجميلة، وهذا يعني أن الأمورأمام عنوان الأحساء الكروي تعقدت أكثر فأكثر، ممايدفع إلى القول إن الفتح بات في مهمة مستحيلة بمجرد نجاح العالمي في تسجيل هدف. ولا أظن والنصر يملك 80% من أوراق التأهل للنهائي أن نجومه أمام مسؤوليتهم الكبيرة قد ينتابهم شيء من التكاسل وهم الذين يعرفون أن الفرصة سانحة وبقوة لبلوغ النهائي نحو الفوز باللقب الهام، وخلفهم جماهير كبيرة ستملأ ليلة المباراة ملعب الأحساء تنتظر مكافأة الصبر الطويل. ومن هنا يمكن القول إن الفتح في مهمة معقدة وانتحارية لكسر فارق الأهداف مع النصر، وقد يكلفه اندفاعه للهجوم لتعويض لقاء الذهاب مزيدا من الأهداف تلج شباكه قد تتجاوز أهداف الذهاب في الرياض، لاسيما أنه يقابل نصرا قد تغير عن ذي قبل من الصعب المراهنة على هزيمته، وبات يصل إلى شباك خصمه بطرق متعددة وهو الآن في أحسن حالاته الفنية والنفسية. يبقى القول واستنادا إلى حسابات الذهاب والإياب والمعطيات الفنية والتطور الكبير في مستوى النصر والتحضيرات الجيدة للفريق فنيا وإداريا، وعودة الالتفاف الشرفي المؤثر ووقوفهم مع اللاعبين معنويا وماليا من خلال المكافآت المحفزة التي صرفت لهم، فإن العالمي سيؤكد ليلة الغد إنه الطرف الثاني في النهائي. وتبقى إشارة أن من بلغ دوري الأربعة رابحا، وإن خسر بلوغ الكأس ذي القيمة المعنوية العالية فهو قد دخل في حصة توزيع الجائزة المالية الكبرى المخصصة للأندية الأربعة والبالغة تسعة ملايين ريال توزع على النحو التالي: البطل أربعة ملايين وصيف البطل 2.5 مليون ريال والثالث 1.5 مليون ريال والرابع مليون ريال. وتبقى إشارة أخيرة خارج الموضوع وتخص القراء الكرام ممن عقب على مقالي الخميس الفائت، وهنا أثمن فطنتهم واعتذر عن خطأ ورد خلال عرضي لسيناريو لقاء الأهلي والهلال وذكرت (أو التعادل بأكثر من هدفين) يؤهل الهلال، وأشكر لهم التصحيح بمن فيهم من اتهمني بالجهل في الرياضة، فالتعادل بهدفين أو عشرين لايخدم الهلال.