|


محمد السلوم
النصر في منطقة هشة فنياً
2011-12-29
تنبئ المؤشرات الفنية لمستوى أداء النصر في المباراتين اللتين لعبهما مع مدربه الجديد الكولومبي ماتورانا في لقاء الفتح في مسابقة كأس ولي العهد ومع الأنصار في دوري زين وكسبهما بأنه يتحسن إلا أنه لازال يقع في محيط منطقة هشة فنيا.
وقياسا على أداء خطوطه الثلاثة التي تفتقد إلى التفعيل الفني تكتيكا وتكنيكا بالنظر إلى أدائه في المباراتين وإن كانت غير كافية للحكم إلا أن مؤشراتها هي أقرب إلى استنزاف مزيد من النقاط أقرب من جمعها وهو الذي لم يقابل بعد فرقا قوية.
وهذا يعني أن الفريق فنيا في حاجة ماسة إلى ضابط إيقاع (محور كاشف للملعب) وصانع ألعاب ومهاجم نهاز للفرص بالإضافة للنجم الكولومبي بينو الخطير متى ما توفر له الدعم، ووجود قوة ضاربة في الوسط والهجوم يغني عن الحاجة إلى مدافع.
ودفاع النصر في حالة قيام المحاور بواجبها الدفاعي في حاجة إلى الترتيب أكثر من حاجته إلى دعم بلاعب أجنبي، بوجود النجمين المهاريين القائد المناضل والفتى الذهبي حسين عبد الغني والصاروخ الفضائي خالد الغامدي وبينهما عمر هوساوي ومحمد عيد وهما اللذان لاينقصهما إلا التركيز الشديد وخاصة الثاني.
ومن المؤكد أن سد العجز الفني في خطوط الفريق بأدوات فنية بهذه المواصفات (ضابط وصانع وهداف) في الفترة الشتوية كفيل بتسهيل مهمة المدرب في تنفيذ خططه داخل الملعب، شريطة تجاوز الظروف الأخرى التي مر بها الفريق وأثرت على أدائه سلبا.
وأظن أن الخبير ماتورانا والجهاز الإداري على رؤية واضحة لاحتياجات الفريق النصراوي الذي لم يتعاف بعد من الدوامة النفسية، وهذا واضح من الحماس المفرط وغير المقنن للاعبين داخل الملعب في المباراتين الماضيتين.
وخبراء الكرة من فنيين وإداريين يدركون أن للحماس المفرط غير المقنن آثار سلبية أكثر من إيجابية كونه يخل بتوازن اللاعب ويستنزف طاقته ويضعف من التوافق العقلي والعضلي أثناء المباريات، وقد يؤدي إلى تعرض اللاعبين للكروت الملونة، ولا أعتقد أن هذه الملاحظة بعيدة عن الجهاز الفني والإداري.
والفريق النصراوي بحالته الراهنة والصحوة الإدارية إن جاز القول يحتاج إلى مزيد من الأدوات الفنية لتأسيس نقطة انطلاق قوية تمكن المراقب من قراءة مؤشراته وفق شخصية فنية للفريق، ويتوقف بلورة الشخصية بشكل واضح على الدعم الفني في الفترة الشتوية.
والنصراويون ينظرون إلى لقاء يوم غد الجمعة مع الرائد في بريدة ضمن الجولة 14 من دوري زين والأولى من الدور الثاني على أنه امتداد للقاءيه السابقين لقياس مدى التطور على الحالة النفسية والفنية للاعبين.
ويبقى لقاؤه مع الأهلي الفريق المميز والطامح للصدارة في الجولة التالية في غاية الأهمية، وهو لقاء يقع في مرتبة كلاسيكو بين ناديين كبيرين جماهيريين. ويمكن القول في حالة تجاوز العالمي للرائد أن الموجة الصاعدة لمؤشر النصر ستواجه اختبارا جادا يحدد مدى قوتها وقدرتها على تجاوز المحيط الفني الهش.
ويتطلع محبو العالمي بتفاؤل مشوب بالحذر إلى الدور الثاني من الدوري بأن يكون مع انطلاقته انطلاقة لفريقهم لتعويض الكثير من النقاط التي خسرها في الدور الأول وأفضت إلى مكان غير مناسب له في سلم الدوري بعيدا عن الصدارة.
يبقى القول، وفي ظل الحراك الإداري الأخير أن النجاح في التعاقد مع ثلاثة أجانب بناء على حاجة فنية دقيقة مع معالجة الأوضاع التي أثرت على الفريق يمكن القول إن النصر سيكون من المنافسين على واحدة من بطولات الموسم بعد تضاؤل فرص منافسته على بطولة دوري زين للفارق النقطي بينه وبين المتصدر.