|


محمد السلوم
هل ريكارد فوق المساءلة؟
2011-11-22
ماذا عسى إدارة المنتخبات السعودية فاعلة بعد فشل خطف البطاقة الثانية في الرياض أمام المنتخب العماني؟ وهو الفشل الذي وضع منتخبنا في موقف صعب ومصيري في لقائه المنتظر والأخير مع المنتخب الأسترالي أواخر فبراير المقبل ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم في البرازيل.
وهو الموقف الذي ما كان سيكون كذلك لو أحسن مدرب الأخضر الهولندي فرانك ريكارد التعامل مع لقاء المنتخب العماني المنتهي سلبيا في الرياض والذي أبعد الأخضر عن تأهل كان أقرب إليه من حبل الوريد إلى انتظارمجهول.
وماذا عسى إدارة المنتخب أن تحدث بعد ذلك أمرا؟ وهي التي تتجه إلى رهن كل إمكاناتها تحت تصرف المدرب، وهو الذي عجز عن فك شفرة المنتخب العماني في مباراة هامة وتطلب الإنقاذ ممن عجز عنه وسبب من أهم أسباب تعثر المنتخب من التأهل باستمرار نزيف النقاط في الجولات الخمس الماضية.
وماذا عسى إدارة المنتخب أن تنتظر من فاقد الشيء؟ والجولات الخمس التي لعبها المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في البرازيل تؤشرعلى ضعف حيلته وسوء قراءته للمنتخبات المنافسة وأيضا سوء فهمه لإمكانات اللاعبين المؤثرين.
ربما أن إدارة المنتخب تعلم ما لانعلم، وترى أن استياء غالبية الجماهيرالرياضية من طريقة المدرب الفنية ماهو إلى انفعال عاطفي يفتقد إلى المعرفة الفنية بإمكانات المدرب (الجبارة)، وأن استنفارا غير عادي سيحدث ومنتخبات عالمية قوية ستأتي برغبة ريكارد لخوض تجارب معها قبل لقاء أستراليا لعل اللاعبين يستوعبون خططه.
إنه لأمر محير أن يكون العمل على هذا النحو المفرط في الثقة بمدرب لايذكره التاريخ إلا مع فريق برشلونة، وهو الفريق الذي يصنع المدربين بنجومه، وفي غير برشلونة تجاربه قبل تعاقد الأخضرمعه معروفة وآخرها مع فريق غلطة سراي التركي الذي سئم من تواضعه وطرده بعد سبعة أشهر من التعاقد معه.
ألم يكن حري بإدارة المنتخب التي طالما تغنت بالمنهجية في عملها وأنها أحضرت مدربا عالميا - الأصح إنه كان لاعبا عالميا- أن تعلن أن هناك اجتماعا موسعا بين المدرب ريكارد والفريق الفني في اتحاد كرة القدم الذي من بين أعضائه مدرب المنتخب الرديف والخبير الفني ناصر الجوهر، بالإضافة إلى المستشارين الفرنسي والبريطاني لمناقشة أسباب الإخفاقات مما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان ريكارد فوق المساءلة ؟
لقد طار التأهل من الجولة الخامسة والمنتخب يوشك على توديع عام 2011 بهمومه.. واستقبال عام جديد بهم جديد ينتظره في أستراليا في الجولة السادسة والحاسمة آخر فبراير المقبل.. نعم طار التأهل إلى الدور الرابع والأمل المنتظر لعل فيه مايطفيء الألم.
يبقى القول إن الخيارات لتصحيح وضع قائم محدودة لضيق الوقت، فإما اللجوء إلى المجازفة باستمرار ريكارد لعل وعسى.. وربما البديل الأنسب مدرب منتخبنا الرديف بحكم خلفيته الكروية محليا وقاريا تحاشيا للسقوط وضياع الفرصة الأخيرة.
والاستمرار قياسا على ماسبق من تخبط فني يؤشر إلى أن ثمة خطب ما في الانتظار وقبل فوات الأوان، وأملا في استعادة المجد الكروي السعودي فإن ظروف الأمر الواقع تتطلب نقلة فنية ونفسية للمنتخب.
والوقت يمر، وقد بقي من الزمن (98) يوماً على لقاء المنتخب الأسترالي بسدني.. وهي مدة معقولة لإحداث التغيير، والأمل قائم للانضمام إلى المنتخبات الآسيوية العشرة وتجاوز المرحلة التالية الأخير من التصفيات وصولا إلى البرازيل.
وتبقى إشارة بأن من يعتقد أن اللاعبين مقصرون ويؤدون في أنديتهم أفضل.. غاب عنه أن للأندية مدربين أذكياء يضعون الخطط المناسبة مع إمكانات وقدرات لاعبيهم بالاستغلال الأمثل لها.. لافرض طريقة تدريبية لاتناسبهم في مرحلة لاتحتمل التجارب.