|


محمد السلوم
الدويّش (أدوش) الجمهور النصراوي
2010-12-23
تعرض الزميل محمد الدويش لهجوم من جماهير النصر على خلفية مقال انتقد فيه ألوان ملابس لاعبي النصر في مباراتهم مع الفتح، وتناوله أيضا مستوى اللاعبين بنقد لاذع فسرعلى أنه سخرية مما أثار (دوشة) وغضباً في المنتديات النصراوية.
ولو توقف الدويش في نقده اللاذع على اللون الفسفوري والكحلي الذي يشبه الأسود، لما هوجم ذلك الهجوم الحاد.. لكن مصدر الغضب الجماهيري كون مقاله المنشور في موقع إماراتي رياضي حمل عبارات اعتبرت مهينة للاعبين.
ولست هنا في محل من يدافع عن الدويش، وهو الذي طالما اعتبرته الجماهير النصراوية خير من يدافع عن قضاياها فهذا رأيه ويتحمل عواقبه، ولكن أجد نقاط التقاء معه في اللون الفسفوري واللون المصاحب له.
فمن شاهد المباراة يلتبس عليه الأمر عما إذا كان من يلعب فريق النصر بألوانه (الفاقعة) التي أزعجت الدويش أو فريق آخر ظهر فسفوري الفنايل وبالسراويل ذات اللون الكحلي والذي بدا للناظر وكأنه أسود.
وأتوقف هنا عند رأي طرحه الزميل مساعد العبدلي في زاويته يوم الإثنين الماضي في تعليقه على المقال المثير للجدل خاصة فيما يتعلق بعملية التسويق التجاري للمنتجات الرياضية.
واتفق مع العبدلي في أهمية الاستثمار الرياضي وتسويقه ولكن أختلف معه ومع جهاز التسويق في الإدارة النصراوية في طريقة تسويق المنتج لاعتبارات يفرضها قانون السوق التسويقي.
ويقول قانون السوق: إن السلعة أو المنتج يمر بعدة دورات في الحملات الإعلانية حتى يصل إلى حد الثبات والريادة، وعند هذه النقطة لا يحتاج إلى تعريف بمزاياه، ويحتاج فقط إلى التذكير إلا في حالة ظهور إضافة جديدة أو أن المنافسة بلغت من الحدة مايتطلب عرض المزايا.
والأطقم التي ظهر بها لاعبو النصر مختلفة عما ترسخ في الذاكرة عن شعارالفريق الذي بلغ حد الثبات في ذهنية الجماهير وهو اللون الأصفر والأزرق على أي نحو يكون التصميم ودرجات اللون الأصلي بدون إضافات مركبة.
لكن أن يظهر النصر بشعار جديد ومخالف لما هو ثابت في الذهن يتطلب الأمر من جهاز التسويق في الإدارة النصراوية أو من خبراء الشركة المسوقة شرحا يوضح مزايا هذا المنتج الجديد للجمهور المستهدف وأسباب اختيار هذه الألوان لتسهيل جاذبية تسويقها.
وإذا أخذنا الجانب النفسي وهو مهم في عملية التسويق فالكل يعرف أن الوسط الرياضي المستهدف من عمليات تسويق المنتجات الرياضية على درجة كبيرة من الحساسية في موضوع الألوان، بل يمكن القول إن الشريحة المستهدفة وهم من فئة الشباب ومادون ذلك ميالة إلى اقتناء ملابس ناديها بالألوان الراسخة في ذهنها.
إذاً: كيف سيتفاعل شرائيا مع أطقم رياضية يراد تسويقها وفريقه في الملعب يعرض منتجاً يراد تسويقه ولا أقول (أزياء) وقد بدا وكأنه يرتدي شعارا بعيدا عن ألوانه المعروفة هو أقرب لشعار ناد آخر؟! كما هو الحال في مباراة النصر والفتح باللون الفسفوري والكحلي المظلم جدا (جدا).
يبقى القول: ربما أن هناك فنوناً جديدة في تسويق الأندية لمنتجاتها الرياضية غير تلك المتعارف عليها.. ولعل زميلنا الدكتور حافظ المدلج من خلال عمله في هذا المجال يفتينا في هذا الشأن.
وتبقى إشارة أن قراصنة سوق المنتجات الرياضية لن يعيقهم إنتاج وخياطة كل الألوان والأشكال من خلال مشاغل التقليد الخاصة في الداخل فضلا عما يستورد من الخارج في ظل ضعف الحماية الجمركية والقانونية لمنتجات الأندية وغيرها.