|


محمد سليمان الغيث
الشريك الصامت ودعم التعافي
2009-08-30
في مجتمعنا المحافظ يعاني كثير من مدمني المخدرات بعد خروجهم من المستشفى وتلقي العلاج اللازم لكثير من العقبات التي تقف في طريق تعافيهم واستمرارهم ومن ثم الانتكاسة والعودة للتعاطي والإدمان مرة أخرى ولعل أهم هذه المشاكل أو المسببات للانتكاسة هي عدم تقبل المجتمع لهذا المدمن في الوقت الذي يجب أن يكون هذا المجتمع بأفراده أول من يقف مع المريض ويؤازره ويأخذ بيده نحو طريق التعافي واستمراره فهذا المجتمع بكافة شرائحه هو المتضرر من إدخال أحد أفراده نظراً للمشاكل التي يعاني منها المجتمع بسبب إدمان هذا الفرد وما ينتج عن إدمانه من مشاكل اجتماعية واقتصادية وجرائم وغيرها، ولهذا يجب أن يعي المجتمع وأفراده ويدركون أنهم الشريك الأساسي والأهم في عملية التعافي وعليه فإن المختصين في مجال علاج الإدمان يطلقون على المجتمع المدني اسم (الشركاء الصامتون) نظراً لأهمية دور هذا المجتمع في دعم تعافي المدمن واستمراره.. وقد لوحظ في كثير من المجتمعات أن أحد أهم أسباب الانتكاسة للمدمن بعد التعافي هو المجتمع الذي يعيش فيه وعدم تقبله له، ولهذا السبب وضع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة عدة قرارات تنص على ضرورة الاعتراف وتشجيع جهود المجتمع المدني في معالجة المشاكل المرتبطة بالاستخدام غير المشروع للمخدرات.