كان منتخبنا الوطني (الشاب) يستحق أن يخرج بالنقاط الثلاث وهو يلاقي المنتخب الكويتي (الأول) المتكامل إذا نظرنا لمقدار الجهد الكبير المبذول من قبل لاعبينا الشباب خاصةً في الشوط الثاني وركلة الجزاء المهدرة في آخر الدقائق حيث لم يوفق محمد الشلهوب في إتقان تصويبها على الرغم من أن الحارس الكويتي الخالدي ذهب إلى الزاوية اليمنى قبل انطلاق الكرة من قدم الشلهوب، وهذا لا يقلل من العطاء الذي قدمه الشلهوب وزملاؤه في الميدان حتى أن الفريق الكويتي تراجع كثيرًا في الشوط الثاني بعد أن قدم كل ما لديه في الشوط الأول ونفذ مخزونه اللياقي، ومع تقديري لما بذله بيسيرو من جهد مثمر على صعيد العمل التكتيكي لمنتخبنا في الميدان رغم فترة الإعداد القصيرة إلا أن بيسيرو في ظل تراجع المنتخب الكويتي للخلف كثيرًا في الشوط الثاني كان من الأجدى أن يدفع بمهاجم آخر كريان بلال مثلاً لتنشيط الجانب الهجومي والاستفادة من التموين السخي لخط الوسط الممثل في معتز والشلهوب والغنام وعباس والنمري قبل دخول تيسير الجاسم في الدقائق الأخيرة، فوجود مهند عسيري وحيدًا في خط الهجوم كان يسهل من مهام الدفاع الكويتي والحارس نواف الخالدي، وعمومًا فقد لفت نطري الثقة الكبيرة التي يلعب بها منتخبنا والحماس الذي كان عليه اللاعبون في المباراة امتدادًا للمباراة السابقة أمام اليمن..
ـ منتخبنا يسير بشكل إيجابي على جميع الأصعدة اللياقية والتكتيكية والمعنوية وهو ربما غير مرشح للبطولة لأن كافة المنتخبات الأخرى تلعب بمنتخباتها الأساسية إلا أن عدم ترشيح المنتخب السعودي للبطولة هو ميزة يجب أن نستثمرها بالتركيز ومواصلة تقديم المستويات الجيدة والنتائج المثمرة، وقد لاحظت أن لاعبينا يلعبون بارتياح ودون ضغط نفسي مما ساعدهم على تقديم أنفسهم وإمكانياتهم بثقة، أتمنى أن يتواصل هذا العطاء أمام قطر في الجولة الأخيرة لنصل إلى الدور نصف النهائي إن شاء الله..
ـ مباراة منتخبنا والكويت كانت جميلة ونظيفة خالية من الخشونة وسادتها الأخلاق والروح العالية ولو أن كل مباريات كأس الخليج بهذا المستوى لتحققت بالفعل الأهداف العليا لهذه البطولة من الاستفادة الفنية والاحتكاك واللقاءات الأخوية الجميلة التي ننشدها فهذه البطولة كانت وستظل لأبناء الخليج وأهلها وليست للوافدين أو المجنسين الذين فضحتهم كاميرات التلفزيون وهم يحملقون بعيونهم ويتابعون بصمت ترديد زملائهم للنشيد الوطني !!