سأترك مدرج الرياضة خلال سطوري المقبلة،للحديث عن شاعر وإعلامي يستحق منا جميعاً الوفاء والدعاء، شاعر وإعلامي قضى سنوات طويلة وهو يزرع الحب في حدائقنا، فخلال سنوات طويلة قضيتها بين ردهات الساحة الشعبية اختلطت بعدد وافر من الشعراء والإعلاميين من الخليج إلى المحيط، ولكنني لم أجد اتفاقا من قبل الجميع على أحد الشعراء مثل ما اتفقوا على هذا الشاعر بأخلاقه وتعامله وشاعريته وصداقته.
- كان مصدر الأخبار للجميع بحكم علاقاته القوية،وارتباطه بالشعراء وحرصه الدائم على السؤال عن الجميع والتواصل معهم،رحل هذا الشاعر قبل أيام من دار الفناء إلى دار الخلود،وترك لنا سيرة عطرة وإرثا إبداعيا زاخرا،ووردة هي الأجمل على الإطلاق ابنته (ريتال) ذات العامين والتي قدمت إلى الدنيا ووالدها يقبع خلف القضبان الحديدية في قضية حقوق نتيجة تراكم الديون عليه،وبعد أن خرج بأشهر حاصره مرض السرطان،وبدأ في رحلة العلاج حتى توفاه الله.
- أتذكر حينما أخبرني عن قدوم (ريتال)، وكيف كان يصف لي أن قلبه يكاد يخرج من صدره فرحاً، وأنه بالرغم من هذه الفرحة إلاّ أن ثمة حزن يكبله وهو عدم رؤيته لمولودته بسبب وجوده بالسجن،أسترجع تلك التفاصيل وأنا تحت وطأة الحزن على فراق شخص غال وصديق لجميع شعراء الخليج،وأتمنى أولاً أن ندعو الله له بالمغفرة والرحمة، وأن تكون لنا وقفة صادقة تجاه (ريتال) وقصائده التي يجب أن توثق بديوان فتجربته جديرة بذلك.
- رحم الله الشاعر والإعلامي فريح العقيلي وأسكنه فسيح جناته،وألهم ذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).