دخل محمد العويس الفترة الحرة من عقده (واختار) ألا يجدد عقده لحماية مرمى الشباب وقرر (وفق رغبته) أن يوقع عقداً يحمي بموجبه مرمى الأهلي.
ـ قال العويس إنه (استخار الله) واختار اللعب للنادي الأهلي وقبله عيسى المحياني (هو الآخر قال إنه صلى صلاة الاستخارة) واختار اللعب للهلال وسبق المحياني في اختيار اللعب للهلال زميله ياسر القحطاني ثم اختار عبدالعزيز الجبرين ارتداء شعار النصر.. كل هذا حدث برغبة اللاعبين التي هي المتطلب (الأول) لأي محترف يلعب كرة القدم في أي بقعة من بقاع العالم.
ـ أؤمن وأكرر بأن رغبة المحترف هي التي تحدد وجهته الاحترافية خاصة عندما يعلنها عبر الإعلام (بغض النظر عن قناعتنا في أن الرغبة عن قناعة أم نتيجة مغريات أو أبعد من ذلك أنها نتيجة ضغوط).
ـ طالما خرج المحترف وأعلن رغبته فالأمور باتت محسومة ويجب احترام وقبول ذلك الإعلان والتعامل معه على أنه بات واقعاً حتى لو لم يكن (البعض) راضياً عن رغبة اللاعب المعلنة.
ـ طالما أن قضية العويس هي أحدث قضايا الاحتراف فسأجتهد هنا طارحاً بعض الملاحظات التي أراها تتكرر عند كل حالة مشابهة دون أن نستفد مما حدث في القضية أو القضايا السابقة.
ـ على صعيد إدارات الأندية ما زالت (للأسف) كثير من الإدارات تعتقد أنه لابد أن تجدد عقد أي لاعب يقارب عقده على الانتهاء دون أن تنظر إلى أمرين هامين قبل التجديد.
ـ أولهما هل ما يطلبه المحترف يتناسب وما يقدمه للفريق أو حتى مع ما تبقى له من عمر في الملاعب؟.
ـ وثانيهما هو هل تملك الإدارة (اليوم)، بل حتى انتهاء العقد الجديد، المبالغ التي تغطي عقد المحترف الجديد أم أنها (أي الإدارة) تنقل الأعباء المالية إلى إدارات مقبلة لأنها ستغادر موقعها قريباً؟.
ـ إذا كانت الإدارة (تحتاج) إلى المحترف و(تملك) تكاليف عقد تجديده، فإنها لا تلام إذا جددت العقد.
ـ أما التي لا (تملك) التكاليف فيجب ألا تفكر (مجرد تفكير) في مفاوضة اللاعب، بل يجب أن (تستثمر) الفرصة (وتسارع) لعرض عقده للبيع من أجل الحصول على مبالغ مالية تدعم الخزينة بدلاً من أن يذهب (بالمجان) مثل أي لاعب محترف يدخل فترة الستة أشهر الأخيرة من عقده.
ـ أما إعلامياً (فللأسف الشديد) أن (كثيراً) من الإعلاميين يتخلون عن دورهم (الرقابي) ويتفرغون لمناصر أحد طرفي القضية (النادي السابق والجديد) مثلما يحدث اليوم في قضية العويس!.
ـ الإعلاميون المحسوبون اليوم على النادي الأهلي يدافعون عن موقف ناديهم في قضية العويس ويساندهم (أي الإعلاميين الأهلاويين) الإعلاميون النصراويون على اعتبار أن منافس الأهلي في قضية العويس هو الهلال (منافس النصر).
ـ على الطرف الآخر يتصدر الإعلاميون الهلاليون المشهد مدافعين عن نادي الشباب ليس حباً في الشباب، إنما لأن ناديهم (الهلال) خسر العويس كمحترف جديد.
ـ في الغد القريب سيتم (رسمياً ووفق اللوائح والأنظمة) النظر في قضية العويس وسيستمر الصراع والاختلاف الإعلامي ولن يقتنع الطرف (الخاسر) للقضية بالقرار الرسمي حتى لو كان بالفعل وفقاً للوائح والأنظمة!.
ـ أي أن الدفاع أو المهاجمة لا تنطلق من رغبة في تطبيق الأنظمة أو بحثاً عن عدالة بقدر ما هي للبحث عن مصلحة النادي الذي يميل إليه الإعلاميون المدافعون أو المهاجمون!.
ـ في النهاية أقول إن قضية العويس تضم أطرافاً ثلاثة (النادي الأهلي ونادي الشباب ومحمد العويس) ولا يمكن أن تكون الأطراف جميعها على حق.
ـ هناك طرف ارتكب خطأ ما وسيتضح الموقف من خلال دراسة وافية للقضية داخل أروقة اتحاد الكرة ويجب ألا يغلق ملف انتقال محمد العويس دون أن تكون هناك عقوبة (ولو واحدة) على طرف من هذه الأطراف.
ـ لو حدث ذلك (لم تتم معاقبة أي طرف) فهذا يعني أمراً من اثنين.. إما أن هناك (من داخل اتحاد الكرة) من جامل الطرف المخطئ أو أن الأطراف الثلاثة هي بالفعل على حق، وهذا نتيجة خلل في اللوائح إذ لا يمكن أن يكونوا جميعاً على صواب.