ـ لاجدال في أن فريق النصر الكروي ظهر هذا الموسم بشكل فني متميز ولافت استحق من خلاله تصدر قائمة الترتيب لأكثر من جولة ومازال ثانياً خلف جاره المتصدر الهلال. ـ وصول النصر لوضعه الفني المتميز هذا الموسم لم يكن نتيجة (عصا) سحرية بقدر ما هو نتاج بذل مالي ضخم وعمل إداري متواصل استمر لأكثر من موسم من قبل إدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي. ـ اليوم بات النصر فريقاً قوياً مقنعاً منافساً بغض النظر عن تحقيقه البطولة من عدمها، فالبطولة في النهاية تذهب لفريق واحد فقط رغم تنافس أندية كثيرة وبذلها المال والجهد. ـ فريق النصر اليوم أقنع الجميع (منافسيه قبل أنصاره) لأنه بات يملك أدوات التميز بل والتفوق والمنافسة، ومتى تواصلت ذات الجهود فإن النصر سيكون حاضراً على منصات التتويج قريباً. ـ ولعل أشد ما يشغل بال إدارة النصر خلال هذه الفترة وربما يشتت ذهنها ويبعدها عن أحوال الفريق الكروي هو اقتراب أكثر من لاعب مؤثر في الفريق النصراوي على دخول فترة الأشهر الستة الأخيرة في عقودهم الاحترافية ما يعني بدء المفاوضات الجدية معهم لحسم بقائهم وهو مطلب ضروري لضمان استقرار الفريق فنياً خصوصاً أن هذه العناصر (خالد الغامدي ومحمد السهلاوي وعمر هوساوي) يعدون من العناصر الرئيسة والمؤثرة في أداء الفريق. ـ بقاء هذا الثلاثي يعني استقرار الفريق إلى جانب أن رحيلهم يشكل خسارة فنية للفريق بل وأيضاً دعامة فنية كبيرة للفرق التي سيرحلون إليها. ـ لكن في ذات الوقت تألقهم وحاجة الفريق لهم لا يعني أن إدارة النصر سترضخ لمطالبهم التي قد تكون المبالغة هي عنوانها. ـ بالتأكيد ستسعى إدارة النصر إلى الإبقاء على نجومها المتميزين لكنها في ذات الوقت من المفترض أن تكون قد وضعت سقفاً لتجديد عقود لاعبيها المحترفين وفق آليتين رئيسيتين لا يمكن فصلهما عن بعضهما وهما حاجة الفريق للاعب والسقف المالي المرصود للتجديد (النسبة والتناسب). ـ من الطبيعي أن يطالب اللاعب بعقد مبالغ فيه بحيث لو تراجع يكون تراجعه في حدود معقولة....وفي نفس الوقت من الطبيعي أن تعرض الإدارة عرضاً متواضعاً حتى في حال رفعها للعرض يكون في حدود المعقول والإمكانات المتاحة وكفاءة اللاعب وقدراته الفنية. ـ اللاعبون الثلاثة (الغامدي والسهلاوي وهوساوي) عناصر مؤثرة للغاية في صفوف النصر وأتصور أن النادي الوحيد الذي قد يغري السهلاوي هو النادي الأهلي كونه مطلوب (فنياً) في النادي الأهلي...عمر هوساوي قد يجد الإغراءات من قبل الأهلي والهلال والشباب كون الفرق الثلاثة بحاجة ماسة جداً لمدافع بمواصفات هوساوي...أما الغامدي فلا أعتقد أنه سيجد عروضاً مغرية للغاية تدفعه للرحيل أو المساومة. ـ في تصوري أن إدارة النصر ستعاني كثيراً في حسم تجديد عمر هوساوي ومن ثم يأتي بعده محمد السهلاوي وأخيراً خالد الغامدي. ـ على جماهير النصر أن تكون جاهزة لتقبل كل الاحتمالات فنحن نعيش في عصر الاحتراف واللاعب يبحث عن العقد الأعلى بغض النظر عن فرص نجاحه، ولعل الفريدي خير مثال فالهلال لم يتأثر برحيله في حين أن الاتحاد (حتى اليوم) لم يستفد (فنياً) من اللاعب بما يوازي المبلغ المدفوع مقابل التوقيع معه.
