|


مساعد العبدلي
ماذا نريد من الانضباط؟
2013-10-21

ـ ـ لا أتصور أن أحداً يشك في أن لجنة الانضباط في أي مكان في العالم وفي أي مجال كان الغرض دوماً منها هو الإصلاح والتقويم. ـ رجل المرور يتألم كثيراً عندما يحرر مخالفة مالية ضد مخالف للنظام لكنه (أي رجل المرور) يجد نفسه (مضطراً) لذلك من أجل الحفاظ على النظام وتقويم سلوكيات المخطيء. ـ المعلم في المدرسة يعاني في داخله عندما يعاقب أحد الطلاب المتهاون في أداء واجبه التعليمي لكن ذلك المعلم يجد نفسه (مضطراً) لمعاقبة الطالب من أجل تطبيق النظام وتقويم ذلك الطالب. ـ بالتأكيد الأمر ينطبق على لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم التي لا أشك لحظة واحدة في أنها لا تحرص كثيراً على معاقبة أي ناد أو فرد في المجال الرياضي ولا تبحث عن الغرامات المالية لكنها تجد نفسها (مضطرة) لتطبيق (اللوائح) من أجل المحافظة على (النظام) والروح الرياضية. ـ أتحدث عن ذلك نظير ما تتعرض له لجنة الانضباط منذ صدور قراراتها مساء الأربعاء الماضي حيث أصبحت اللجنة بين مطرقة (الغاضبين) وسندان (الفرحين). ـ (الغاضبون) هم من أوقعت اللجنة بحقهم أو بحق أنديتهم العقوبات و(الفرحون) هم من لم تنالهم عقوبات إنما هم (شامتون). ـ متأكد أن (الغاضبون) اليوم سيكونوا (فرحين) في الغد والعكس صحيح وذلك وفقاً لقرارات قد تصدر من اللجنة خلال الموسم. ـ ما أتمناه وأحب أن أؤكد عليه هو أن يتحد الغاضبون والفرحون من أجل (تقييم) قرارات وأداء اللجنة ويسيروا في اتجاه واحد من أجل (نقد) بناء لعمل اللجنة وقراراتها. ـ أما إذا استمر الغاضبون في غضبهم اليوم وواصل الفرحون فرحهم فإننا ننتظر في مقبل الأيام أن يغضب الفرحون ويفرح الغاضبون وتتحول الشماتة في وقت تتواصل فيه سلبيات اللجنة. ـ (أنت تخطيء إذاً أنت تعمل) في تصوري لا أحد يختلف مع هذا المبدأ ولجنة الانضباط طالما هي تعمل فمن المتوقع أن تخطيء والإعلام والأندية هم مرآتها الحقيقية. ـ على الغاضبين والفرحين أن يتحدوا اليوم ويقيموا عمل اللجنة ويفندوا قراراتها بكل دقة ويرفعوها بشكل رسمي من أجل أن تتم دراستها ومتى كانت ملاحظاتهم صحيحة ومنطقية سيتم الأخذ بها في قادم عمل اللجنة. ـ لو كل ناد أو فرد نالته عقوبة أو ناقد إعلامي تناول (بهدوء) قرارات لجنة الانضباط وفندها (بعيداً عن العاطفة) لساعدنا هذه اللجنة على تحقيق أهدافها وهو ضبط النظام وتقويم المخطئين. ـ شخصياً أرى أن أبرز سلبيات اللجنة هو تأخرها في البت في كثير من الحالات ومن المفترض أن تنعقد بشكل طارئ كلما لزم الأمر كون ذلك من شأنه (حسم) الخروج عن الروح الرياضية في وقته بينما تأخيره يثير شكوكاً لا داعي لإثارتها. ـ تعالوا نتعاون في (نقد) اللجنة وليس (مهاجمتها)....لو كل شخص قدم بأسلوب حضاري وهادئ جزئية نقدية فصدقوني ستحقق اللجنة ما نريده منها وترضي الجميع.