|


مساعد العبدلي
الأهواء تحدد الآراء
2013-09-15

ـ من الممكن أن نقبل التعصب من فئة تجلس في المدرجات أو في إحدى الاستراحات لكن المؤلم جداً أن يكون (المتلقي) ضحية لأهواء وميول إعلاميين أو حكام. ـ المتلقي الواعي المثقف تاه اليوم بين تلاطم أمواج المتعصبين ومهما كان مستوى وعي وحجم ثقافة ذلك المتلقي فإنه في النهاية جزء من المجتمع الرياضي يتأثر وربما (يحزن) من حجم التعصب الذي يصل أحياناً لقلب الحقائق أو حتى تغيير قوانين اللعبة. ـ عندما تستمع لمحللي التحكيم في القنوات الفضائية تسمع تحليلاً يجعلك تشك في مدى فهمك لقانون اللعبة أو حتى اللعبة ذاتها. ـ قد يختلف المحللون حول حالة تحكيمية صعبة للغاية تقبل كل الاحتمالات لكن أن يختلفوا حول حالة لا يختلف عليها اثنان فهنا يكون المتلقي في حال من الحيرة. ـ وهنا يسأل (المتلقي) نفسه...هل المحلل يقول ما يؤمن به أم ما يرغب به معد أو مقدم البرنامج أو ما يرضي توجه القناة بشكل عام. وهنا يشعر (المتلقي) أنه تاه وذهب ضحية أهواء وميول. ـ الأمر ذاته ينسحب على محللي الصحف الورقية فتجد المحلل يقول رأياً حيال حالة تحكيمية ويقول رأياً مخالفاً لحالة مشابهة تماماً والسبب اختلاف الفريقين أو بشكل أوضح أن المحلل (قذف) بالقانون عرض الحائط وذهب مع رغبة ميول القائمين على الصفحة او القسم الرياضي. ـ الأدهى والأشد مرارة عندما يكون الاختلاف واضحاً داخل اجتماع لجنة الحكام حيال بعض الحالات التحكيمية فتسمع كلاماً يختلف حول حالة تكررت في وقت يتوقع المتلقي أن يكون رأي اللجنة واحداً لكنه أيضاً يختلف ما يثير تساؤلاً عريضاً لماذا اختلف الرأي هل هو لاختلاف الأندية. ـ حتى على صعيد الطرح الإعلامي سواء من خلال الإبراز الإعلامي المتمثل في تصريح أو حوار أو من خلال إشادة أو رأي تجد الأمور تختلف حسب الأهواء والميول وليس حسب عطاء تلك الشخصية محور الطرح... ـ لإيضاح اكثر أقول إن (المتلقي) بات يعرف ميول بعض رؤساء الاتحادات الرياضية أو لجان اتحاد الكرة من خلال حجم تلك الشخصية في الإعلام. ـ بل إن عطاء ونشاط الاتحاد أو اللجنة ورئيسها وأعضاءها يتم تقييمه إعلامياً وفقاً لميول وتوجهات رئيس وأعضاء الاتحاد أو اللجنة. ـ هناك قنوات وصحف تبرز هذه الشخصية أو تلك بشكل مبالغ فيه فقط لأنه يوافق ميول وتوجهات القناة او الصحيفة أو العكس يتعرض للهجوم والإقصاء الإعلامي لأنه يعارضهم الميول والتوجه. ـ حتى التعامل الإعلامي مع المحترف (سعودياً كان او أجنبياً) يختلف وفقاً للنادي الذي يلعب له. فبالأمس تجد الإعلام يشيد في ذلك المحترف ويضعه في مكانة قد لا يستحقها فقط لأنه يلعب للنادي المفضل للصحيفة أو القناة بينما عندما انتقل (نفس المحترف) لناد منافس تغيرت النظرة الإعلامية تجاهه من نفس القناة أو الصحيفة فقط لأنه رحل عن فريقهم المفضل. ـ أتمنى أن لا يقول البعض أن هذا ليس سبباً مما تعاني منه رياضتنا أو كرة القدم على وجه الخصوص فالمنطق يقول إنه يؤثر وبشكل كبير لأنه الطرح (المكثف) المنطلق من اهواء وميول من شأنه أن يؤثر على المتلقي ويغير كثيراً من قناعاته بل وربما يدفعه في اتجاه غير الاتجاه الصحيح. ـ سلبية الأهواء والميول تلعب دوراً فاعلاً في توجيه بوصلة الرياضة السعودية وكرة القدم على وجه التحديد فتؤثر في رؤساء الاتحاد واللجان والأعضاء فترفع من هذا وتحبط ذاك. ـ اخيراً اقول أن منتخبنا السعودي وصل للمركز(109) في آخر تصنيف عالمي بينما المنتخب المصري الذي تتشكل قائمته من لاعبين دون دوري محلي يحتل المركز (50). ـ متى نصحو ونعلم أين يقع منتخبنا على خارطة كرة القدم العالمية.