|


مساعد العبدلي
الأخضر خسر كل شيء
2013-09-08

في كرة القدم (كما هو في أي مجال آخر) ليس عيباً أن تخسر طالما أنك اجتهدت وقدمت ما يشعر الآخرين باجتهادك. ـ لكن أن تخسر عملاً ما (رغم صرف المبالغ الكبيرة لذلك العمل) بسبب أنك لم تقدم ما يتناسب وحجم المبالغ فهنا لا يمكن قبول الخسارة. ـ أعود لكرة القدم لأكون أكثر تحديداً من أي مجال آخر وأقول إنه ليس عيباً أن تخسر مباراة حتى لو كانت (رسمية) بشرط أن يشعر الجمهور بأنك بذلت كل جهود للكسب إلا أنك لم توفق. ـ لكن العيب أن تخسر (ومباراة ودية وتجريبية) بسبب أنك لم تجتهد ولم تقدم ما يشعر المتلقي بأنه كان يشاهد فريقاً لكرة القدم تم صرف الملايين عليه. ـ أتحدث هنا عن خسارة المنتخب السعودي في بطولة (OSN) الدولية أمام منتخب نيوزيلندا (المتواضع المستوى على خارطة كرة القدم العالمية). ـ كنت (وربما معي جماهير سعودية كثيرة) أتمنى أنه في حالة الخسارة يكون منتخبنا قد استفاد من التجربة وقدم مستوى يجعلنا أكثر اطمئناناً على مستقبل الأخضر السعودي وهو ما لم يحدث بكل أسف. ـ أمام نيوزيلندا شاهدت منتخباً متواضع المستوى متفكك الخطوط غير قادر على حماية المرمى ولا صناعة اللعب ولا زيارة مرمى المنتخب الضيف. ـ كثيرون انتقدوا قائمة المنتخب المعلنة قبل الدورة لكنني قلت في حينها القائمة أعلنت وعلينا دعم الأسماء التي وقع عليها الاختيار ويجب أن ننتظر كيف سيظهر المنتخب في الدورة الدولية الودية. ـ حتى الأسماء التي بدأت المباراة كانت موضع انتقاد الكثيرين وكنت أيضاً متماسكاً وأقول يجب دعم الأسماء التي تلعب فربما تثبت للجميع أنها قادرة على صنع الفارق والظهور بمظهر مشرف. ـ للأسف كان الآخرون على صواب وكنت مخطئاً..لا القائمة المختارة كانت مقنعة ولا الأسماء التي بدأت المباراة أيضاً أقنعتنا (باستثناء وليد عبدالله في الشوط الأول). ـ من شاهد أسلوب اللعب وتفكك الخطوط وتبديلات المدرب المتأخرة وغير المقنعة يشعر بأنه أمام منتخب يلعب كرة قدم لأول مرة ولا يملك أي إمكانات وكأنه يمثل دولة فقيرة ولديه مدرب يعمل وفق مرتب متواضع.. ـ من يصدق أن من لعب أمام نيوزيلندا كان المنتخب السعودي المنحدر من تاريخ التأهل لنهائيات كأس العالم 4 مرات وزعيم آسيا 3 مرات؟ ـ من يصدق أن من لعب أمام نيوزيلندا هو منتخب إحدى أغنى دول العالم والتي تصرف الملايين على كرة القدم وتدفع ملايين الدولارات لإعداد المنتخبات وللمدربين الأجانب؟ ـ منتخبنا أمام نيوزيلندا لم يخسر النتيجة فقط بل خسر كل شيء، خسر الإقناع الفني لمن يعرف كرة القدم .. خسر الروح التي كان اللاعب السعودي يتميز بها. والأهم أن الأخضر خسر ثقة الجماهير في أن يعود لسابق عهده. ـ لا أتحدث منفعلاً فربما كثيرون يعرفون هدوئي خصوصاً عندما أكتب نقداً. أتحدث هنا لأنني بالفعل فقدت الأمل في أن أشاهد المنتخب خلال فترة قصيرة يحقق الانتصارات والإنجازات. ـ لم أشعر بأنني أشاهد أصلاً فريقاً يلعب كرة قدم، لم أشاهد فريقاً يحاول حماية مرماه وينوع أساليب غزو مرمى المنتخب المقابل، لم أشاهد مدرباً تشعر بأنه يملك الرؤية والحلول.. لم أشاهد لاعبين يعانون من ألم الخسارة ويسعون جاهدين للتعويض. ـ هكذا كان حال الأخضر أمام نيوزيلندا فخسر كل شيء. ـ لا نريد أن يظهر الأخضر بذات الحال أمام العراق وما زال هناك متسعاً من الوقت لإصلاح حاله ويجب أن تكون الأولوية في تمثيل المنتخب للعناصر الجاهزة والمتميزة خلال الجولات المقبلة من دوري عبداللطيف جميل وليس لعناصر يرى مدرب المنتخب أنها ظهرت بمستوى متميز قبل أكثر من 6 أشهر.