|


مساعد العبدلي
مستحقات الأندية المالية
2013-09-02

رغم أنني لا أملك أي حساب فيها إلا أنني أحترم قنوات التواصل الاجتماعي ودورها الفاعل في سرعة إيصال المعلومات وتبادل الحوار (الذي أتمناه يكون راقياً وإيجابياً) بين كل فئات المجتمعات. ـ مثل هذه القنوات هي لا شك ترفع الكثير من الرسمية وتساهم كثيراً في حرية التعبير والحوار طالما هي في إطار الحوار المثالي الهادف. ـ لكنني في ذات الوقت لا أؤيد بل وأستنكر بشدة أن تكون هذه القنوات مصدراً أو وسيلة للحديث عن أمور رسمية أو يتم بناء قرارات على آراء صدرت في هذه القنوات. ـ المتابع لقنوات التواصل الاجتماعي يشعر بأن البعض قد (يرمي) بمعلومة غير صحيحة أو غير دقيقة فيتفاعل المجتمع معها ثم يتم بناء تصورات وقرارات على معلومة في الأصل ليس لها أصل. ـ أكون أكثر دقة وتحديداً لأتحدث عن الوسط الرياضي الذي هو في الأساس جاهز ومهيأ للإثارة بشكل غير مصدق ومجرد خبر صغير أو معلومة بسيطة من شأنهما أن يشعلا حواراً يتحول إلى حرباً يصعب إيقافها. ـ مشجع عادي جدا ومن خلال اسم مستعار يستطيع ومن خلال بث معلومة مختلقة أن يثير الوسط الرياضي ضد رئيس ناد ما أو نجم من نجوم الكرة السعودية. ـ مشجع بسيط لا يؤيد رئيس ناديه قادر على (تجييش) جماهير ناديه من خلال بث معلومة (كاذبة) عن قرار إداري ويصعب بعد ذلك إثبات الحقيقة. ـ قد نتفهم حدوث ذلك من جماهير (مجهولة) لا تعي حجم المسؤولية ...جماهير متعصبة ربما تهدف إلى مصادمة هذا بذاك.. ـ لكن ما لا أفهمه هو أن يتم بناء قرارات وإصدار بيانات من جهات (رسمية) بناء على حوار يتم بين (مسؤولين) على إحدى قنوات التواصل الاجتماعي. ـ ما يحدث هذه الأيام حول مستحقات الأندية المالية المتعلقة بحقوق النقل التلفزيوني جاء نتيجة تغريدة ورد عليها من قبل مسؤولين (تمنيت) أنهم بتغريداتهم عبر قنوات التواصل الاجتماعي يبتعدون عن الجوانب الرسمية المتعلقة بآلية عمل مؤسساتهم. ـ الآراء الشخصية تخص قائلها ولا تمثل الجهة الرسمية التي ينتمي إليها وبالتالي لابد أن تظل علاقات العمل (الرسمية) تنطلق وتتم وتنتهي عبر مخاطبات رسمية لا عبر حوار في قنوات تواصل اجتماعي. ـ أعود لموضوع المستحقات المالية للأندية بشكل عام وحقوق النقل التلفزيوني بشكل خاص لأقول أن ما يعيق وصول هذه المستحقات دون تأخير هو بيروقراطية العمل. ـ نعم فالبيروقراطية تتسبب في تأخير الكثير من القرارات بل وتساهم (أي البيروقراطية) في تحديد الجهة المسؤولة أو أين وصلت المعاملة. ـ عندما نتحدث عن مستحقات الرياضة بشكل عام فهناك وزارة المالية وهناك الرئاسة العامة لرعاية الشباب وربما تتدرج الأمور لتضم مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومن جهة لأخرى تنتقل المعاملة فيتأخر صرف المستحقات. ـ أما موضوع مستحقات الأندية المالية المتعلقة بالنقل التلفزيوني فهي أكثر تعقيداً نظير كثرة وتعدد الجهات المتداخلة في آلية الصرف. ـ حتى مستحقات الأندية المالية المتعلقة بحقوق النقل التلفزيوني من الممكن تقسيمها إلى قسمين. ـ القسم الأول يتعلق بنقل مباريات كل المسابقات (كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ـ كأس ولي العهد ـ كأس الأمير فيصل بن فهد ـ دوري الشباب ـ دوري الناشئين) وهذا القسم المسؤول عنه بشكل تام هو الاتحاد السعودي لكرة القدم. ـ القسم الثاني يتعلق بنقل مباريات دوري عبداللطيف جميل ودوري ركاء للمحترفين وهنا تتداخل رابطة دوري المحترفين. ـ طبعا الاتحاد السعودي لكرة القدم يتولى مسؤولية القسمين لكن رابطة دوري المحترفين (وبصفتها تعمل تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم) تبقى رهينة القرار داخل الاتحاد. ـ صرف مستحقات الأندية المالية المتعلقة بحقوق النقل التلفزيوني تتم من خلال عدة جهات حكومية رسمية منها وزارة المالية ووزارة الثقافة والإعلام ورعاية الشباب وهيئة الاذاعة والتلفزيون واتحاد كرة القدم ورابطة دوري المحترفين. ـ تصوروا كيف يمكن تحديد المسؤولية في ظل تعدد هذه الجهات فربما كل جهة تلقي باللائمة على الأخرى وهذه هي نتائج البيروقراطية. ـ لن تسهل آلية صرف مستحقات الأندية المالية المتعلقة بحقوق النقل التلفزيوني حتى تختفي البيروقراطية ونمنح اتحاد كرة القدم المسؤولية المباشرة حول آلية إسناد أو بيع حقوق النقل التلفزيوني المتعلق بكافة المسابقات عدا دوري المحترفين الممتاز والأولى. ـ تكون رابطة دوري المحترفين (وبمشاركة أعضائها ممثلي الأندية) مسؤولة عن بيع حقوق النقل التلفزيوني لدوري جميل وركاء. ـ هنا فقط تسهل عملية تحديد المسؤوليات وتصل مستحقات الأندية المالية دون تأخير.