لعقود طويلة ونحن في الوسط الرياضي لانرى في المشهد الإعلامي للأندية السعودية سوى رئيس مجلس الإدارة. ـ حضور إعلامي مكثف وإعلان لمعظم القرارات لدرجة أن دورة مجلس الإدارة تنتهي دون أن يعرف المتابع الرياضي سوى رئيس مجلس الإدارة وربما عضو أو اثنين يرتبطان بعلاقات وثيقة مع الوسط الإعلامي الذي يساهم في حضورهما. ـ لو عملنا استفتاء حيال شخصيات إدارات الأندية الجماهيرية الأربعة، في تصوري أننا لن نجد من يستطيع ذكر 3 أو 4 أسماء من أعضاء مجالس الإدارات بمن فيهم نائب الرئيس. ـ السؤال هنا:هل هو ضعف من نواب الرؤساء وأعضاء مجالس الإدارات أم هو قوة في الرؤساء وتغييب متعمد؟ ـ في نادي الاتحاد الأمر مختلف تماماً، فالحاضر إعلامياً وخلف كثير من القرارات هو نائب مجلس الإدارة عادل جمجوم بينما يغيب رئيس مجلس الإدارة محمد فايز عن المشهد وإن حضر فحضوره ضعيف وغير مؤثر كما هو حضور نائبه. ـ لا أعلم هل حضور جمجوم هو (ديمقراطية) من الرئيس ومنح للصلاحيات أم هي قوة شخصية من النائب؟ ـ في الأندية الأخرى يحضر الرئيس ويغيب البقية بمن فيهم (نائب الرئيس) بينما في الاتحاد يحضر النائب ويغيب البقية بمن فيهم (الرئيس). ـ لماذا لا تتسع الساحة للجميع الرئيس والنائب والأعضاء ونجدهم جميعاً يحضرون إعلامياً (ليس للحضور الإعلامي فقط) إنما يحضرون لأنهم بالفعل يعملون ويشتركون في صناعة القرار. ـ حتى على صعيد توقيع صفقات المحترفين المحليين والأجانب نجد (تغييباً) تاماً لمدير الاحتراف في النادي (كل الأندية) وإن حضر فلا يتحدث فالحديث فقط للرئيس. ـ أعلم أن الصلاحيات تمنح وتتحدد داخل هيكل تنظيمي يحدد هذه الصلاحيات والحقوق والواجبات لكن واقع الحياة يقول إن الصلاحيات تؤخذ ولا تمنح والإداري القوي هو من ينجح بالحصول على الصلاحيات. ـ سأضرب مثالين حيين لمن نجحوا في أخذ الصلاحيات وحضروا إعلامياً بكل قوة. ـ الأول جوزيف سب بلاتر الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي كان قبل توليه رئاسة الاتحاد سكرتيراً عاماً وكان قوي الشخصية ويحضر إعلامياً أكثر وأقوى من رئيس الاتحاد آنذاك (البرازيلي) جواو هافيلانج. ـ الشخص الآخر هو بيتر فيلبان السكرتير السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي كان أكثر حضوراً وقوة من رئيس الاتحاد (الماليزي) داتو حمزة. ـ تأكيداً لقوة الشخصيتين (بلاتر وفيلبان) أطرح سؤالاً: هل يعرف أحد اليوم من هو سكرتير الاتحاد الدولي لكرة القدم أو سكرتير الاتحاد الآسيوي؟ ـ غياب نواب الرؤساء والأعضاء في أنديتنا أراه ضعفاً في شخصية النواب والأعضاء وفي تصوري أن عادل جمجوم كسر هذا الضعف وحضر بقوة.