نردد ونقول إن المال هو عصب الحياة وفي المجال الرياضي نقول إنه لا احتراف دون مال.. ـ لا خلاف على أهمية المال لكنه لا يأتي دوماً في المقام الأول بل قد يأتي ثانياً وربما ثالثاً في كثير من صفقات الاحتراف.. ـ ليس شرطاً أن يبحث النادي أو المحترف عن القيمة المالية الأعلى عند البحث عن توقيع عقد احترافي مع ناد جديد.. ـ أحياناً يكون للمحترف (لأي سبب كان) رغبة خاصة في عدم اللعب للنادي صاحب العرض الأعلى (وهنا لم يأت المال أولاً).. ـ أحياناً يكون للنادي الذي يملك عقد اللاعب المحترف رغبة في عدم بيع عقده لناد معين إما لعدم الرغبة في تقوية ذلك النادي فنياً أو لسوء العلاقة بين الناديين حتى لو كان ذلك النادي صاحب العرض الأعلى (وهنا لم يأت المال أولاً).. ـ أحياناً يكون هناك علاقة متميزة جداً بين ناديين يتنازل أحدهما للآخر عن أحد محترفيه حتى لو لم يكن عرض ذلك النادي هو الأعلى (وهنا لم يأت المال أولاً).. ـ هذه هي حقيقة الاحتراف ليس محلياً بل ذلك يحدث على مستوى العالم ويجب أن نتقبل هذا الواقع ولا نلوم الأندية عندما تتنازل عن لاعبيها نظير عروض أقل فالمال ليس دوماً هو الحاسم.. ـ أمثلة حية حدثت في ملاعبنا خلال الأيام القليلة الماضية تؤكد أن المال ليس دوماً هو الأهم (بالتأكيد هو مهم ولكن ليس بشرط أن يكون العرض الأعلى).. ـ انتقال ناصر الشمراني من الشباب للهلال كثيرون يعتقدون أنه تم بسرعة لكي لا يرحل الشمراني للأهلي نظير العلاقة المتوترة بين الأهلي والشباب بل أن هناك من يقول حتى لو دفع الأهلي مبلغاً أكثر مما دفعه الهلال فإن إدارة الشباب قد لا تتخلى عنه للأهلي.. ـ انتقال نايف هزازي من الاتحاد للشباب أيضاً تم بسرعة لسببين.. أولهما ألا يدخل اللاعب الفترة الحرة فيرحل بالمجان والسبب الثاني هو أن يذهب اللاعب للشباب ولا يذهب لجار الاتحاد اللدود (الأهلي).. ـ لا بد أن نؤمن أن الاحتراف لا يمكن أن يكون منطلقاً ومنحصراً في جوانب مالية فقط وأن نعترف أنه يخضع للعواطف والمصالح والعلاقات الشخصية.. ـ بل ربما أن العلاقات (خارج المجال الرياضي تماماً) تتدخل في تغيير مسار كثير من صفقات اللاعبين المحترفين.
