|


مساعد العبدلي
العاطفة وتقييم الأمور
2013-06-23

عندما يحضر حكم سعودي في نهائيات قارية أو عالمية حتى لو كانت على مستوى الناشئين وحتى لو تواجد حكم رابع في مباراة أو اثنتين نجد تفاعلاً إعلامياً غير مسبوق... ـ حضور إعلامي هائل يشيد بمجرد (اختيار) ذلك الحكم للمشاركة في النهائيات وتصاريح (انفعالية) من لجنة الحكام ومن الحكام أنفسهم لدرجة أنهم (يتصادمون) مع كثيرين من الوسط الرياضي من منطلق أن اختيار الحكم هو أكبر رد على المشككين ـ وفي عالم التدريب وبمجرد اختيار مدرب سعودي لجهاز أحد المنتخبات أو الأندية أو تدريب ناد غير سعودي نجد الاندفاع الإعلامي من المدربين الوطنيين بنفس اللغة والقوة التي اندفع بها الحكام والغرض واحد هو الدفاع عن المدرب (الوطني) مثلما دافع الحكام عن الحكم (الوطني) ـ طبعاً في تصريحات المعسكرين (الحكام والمدربين) يحضر (مشجب) الوطنية ذلك المشجب الذي نستخدمه ونستبعده متى شئنا ـ نفرح لتفوق أي سعودي في أي مجال كان لكن علينا أن لا نخضع لعاطفة قاتلة تجعلنا نقيم وجودنا من خلال هذه العاطفة الجياشة التي لا يمكن أن تكون مقبولة في مجال العمل... ـ عندما تدخل العاطفة في تقييم العمل يفشل ذلك العمل والتحكيم والتدريب مجالان هامان من مجالات الرياضة بل أنهما من أهم المجالات التي لا يمكن تقييم العاملين فيهما من خلال العاطفة... ـ علينا أن نترك الحكم والمدرب السعودي يعمل ويجد ويجتهد ويثبت حضوره من خلال الميدان والنتائج وأن تأتي الإشادة من الآخرين وليس من داخل مجتمعنا لأن العاطفة قد تحضر... ـ لست ضد تحفيز وتشجيع المدرب والحكم السعودي لكنني ضد ربط تشجيعه من عدمه بالوطنية وأيضاً لأنني ضد (التسرع) في التهويل والتصريح لمجرد أن حكماً اختير لنهائيات أمم آسيا للناشئين أو أن مدرباً سعودياً يقود منتخباً للناشئين ـ لن يتطور الحكم ولا المدرب السعودي وعاطفتنا تندفع لمجرد حضوره البسيط في بطولة اقليمية أو قارية وكأنه حقق كل شيء ـ دول متقدمة في كرة القدم (على سبيل المثال أسبانيا وايطاليا وانجلترا) ما زالت تستعين بالمدرب الأجنبي لأنها تعتقد أن هذا المدرب هو الأقدر لقيادة فرقها المحلية وحتى المنتخبات (كابيلو الإيطالي كان مدرباً لمنتخب انجلترا) ولأنها لا تتعامل بالعاطفة في تقييم الأمر..