|


مساعد العبدلي
لماذا نخرج عن أصل الحوار؟
2013-06-09

ـ أدلى عبدالعزيز عبدالعال بتصريح ضد رئيس نادي الشباب خالد البلطان، فرد هذا الأخير قائلاً إن عبدالعال (لايهش ولا ينش)، فعاد عبدالعال وقال: سأضطر لكشف (المستخبي) يا البلطان. ـ لاحديث البلطان أعجبني ولارد عبدالعال كذلك، أؤمن بحرية الرأي وأن هذا هو الرأي الشخصي لكل منهما، وعلينا أن نحترم آراءهما من مفهوم (الرأي والرأي الآخر). ـ لكن السؤال هنا: هل استفاد أي منهما من رأي الآخر؟ هل استفاد المتلقي (الشبابي أو الأهلاوي أو غير ذلك) من رأي أي من الشخصيتين؟ ـ هل ذهبت المساحة التي منحت لهما في وسائل الإعلام في شيء مفيد للمتلقي أو للوسط الرياضي؟ ـ مشكلتنا كعرب بشكل عام حتى على المستوى السياسي (وهذه ثقافة) أننا لا نعرف نتحاور لامن خلال احترام الرأي الآخر أو حتى من خلال البقاء في نفس موضوع الحوار. ـ هنا لا أتحدث عن البلطان وعبدالعال ولا عن الوسط الرياضي، أتحدث عن ثقافة مجتمع عربي لايعرف يتحاور، وعندما يحرج أحد المتحاورين الآخر يذهب خاسر الحوار بعيداً عن الموضوع ويدخل في أمور هامشية وجانبية بل وربما شخصية وعائلية. ـ صدقوني من أهم أسباب تقدم العالم المتقدم إيمانهم التام بأهمية الحوار وتقيدهم بمفهومه الصحيح المنطلق والمنتهي بضرورة احترام الرأي الآخر اتفقت معه أو اختلفت. ـ لن نتقدم كعرب ونحن نحول (الاختلاف) في وجهات النظر إلى (خلاف)، ونبني على ذلك الخلاف علاقات متوترة بعيدة عن مجال العمل وموضوع الحوار. ـ صدقوني إن (الاختلاف) في وجهات النظر أمر حضاري للغاية بل هو مطلب من مطالب الرقي والتقدم متى تفهم (المختلفون) معنى (الاختلاف) وكانوا حذرين من تحوله إلى (خلاف). ـ تعالوا نختلف في كل جوانب حياتنا، نتحاور ونبدي وجهات النظر ونحترم آراء بعضنا دون تجريح أو خروج عن لب الموضوع، حينها فقط سنرتقي وسنصل لحلول لكثير من قضايانا التي نختلف فيها وحولها. ـ روعة الحياة في (اختلاف) وجهات النظر بينما وجهها القبيح في (خلافات) تبعدنا عن بعضنا وتبني جيلاً جديداً يؤمن (بالخلاف) وليس (بالاختلاف).